رسالة ترحيب

بسم الله الرحمن الرحيم
في عالم الثورة المعلوماتية ، لم يعد فضاء القسم الدراسي ، المحدود في الزمان والمكان، كافيا للتعرف على الفلسفة و تدارس قضاياها و مواضيعها و تبادل الآراء والأفكارحولها ، فأصبح من الضروري الانفتاح عاى عالم الانترنيت، و الاستفادة من ثمراته. و لما كان عدد من محبي الفلسفة، خاصة التلاميذ و التلميذات بالتعليم الثانوي الثأهيلي، يجدون بعض الصعوبة في ولوج مواقع الفلسفة المتعددة ، وانتقاء ما يفيدهم في مسيرتهم الدراسية ، خاصة أولائك المقبلون على الامتحان الوطني الموحد .جاءت فكرة هذا الموقع أوالمدونة ،هدفها تيسير الوصول الى عالم الفلسفة و الفكر الاسلامي عبر شبكة الانترنيت، من خلال جعل المعرفة الفلسفية قطوف دانية قريبة من محبيها. فمرحبا بكم و بأفكاركم و اقتراحاتكم و ملاحظاتكم. تمنياتي لكم بالتوفيق و النجاح
نموذج تحليل السؤال:

لماذا الدولة ضرورية؟

تمهيد:
يندرج هذا السؤال ضمن مجزوءة السياسة ، ويعالج مفهوم الدولة ، من خلال البحث في غاياتها وأهدافها والأسس التي تنبني عليها مشروعيتها. ذالك انه إذا كانت غاية الدولة هي تنظيم أمور المجتمع، وضمان أمنه واستقراره، وحماية حرية أفراده وحقوقهم، فإنها أحيانا تتحول إلى مؤسسة تمارس على أفراد المجتمع نوعا من الهيمنة والعنف، فتتجاوز الغايات التي أسست من اجلها. هذه الأدوار المتناقضة للدولة تطرح إمكانية التخلي عنها ، وتشكك في مشروعيتها وغاياتها. وتجعلنا نطرح مجموعة من التساؤلات أهمها: لماذا الدولة ضرورية؟ومن أين تستمد مشروعيتها؟ وهل بالإمكان التخلي عن دور الدولة ووظيفتها؟
عرض:
لو تأملنا السؤال الذي بين أيدينا لوجدنا أنه يعبر عن أطروحة ضمنية قائمة على اعتبار أن وجود الدولة أمر ضروري بالنسبة للحياة الإنسانية، الشيء الذي يجعلنا نبحث ونتساءل: أين تكمن ضرورة الدولة؟وما الذي يجعل منها أمرا ضروريا لضمان استقرار الوجود الاجتماعي للإنسان؟
إن وجود الدولة هو نتيجة طبيعية لرغبة الإنسان في الانتقال من حالة الطبيعة التي تقوم على "حرب الكل ضد الكل" وقانون البقاء للأقوى ، وبالتالي انتشار الفوضى والاضطراب داخل المجتمع ، إلى حالة الثقافة أي حالة المجتمع المدني المنظم القائم على تعاقد مواطنيه ، والتزامهم بقوانين تنظم حياتهم وتضمن استقرارهم وتحمي حقوقهم وحرياتهم ، هذا الانتقال فرض ضرورة وجود دولة ترعى بنود هذا التعاقد وتسهر على حسن تطبيقه وتفرض الامتثال لبنوده . يبدو ادن أن وجود الدولة نابع من قصور المجتمع عن تسيير شؤونه بنفسه في غياب هده المؤسسة التي تحفظ وجوده وتضمن استمرا ريته .
لكن هده الدولة قد تلجأ أحيانا لممارسة أشكال من العنف والهيمنة واستعمال القوة ، الشيء الذي يشكك في ضرورتها . ويطرح السؤال التالي :هل بالإمكان التخلي عن دور الدولة ووظيفتها؟
إن الدولة في محاولتها لتنظيم المجتمع وتحقيق الأمن والاستقرار قد تجد نفسها مضطرة أحيانا إلى ممارسة القمع والعنف ، لكن هذا العنف ، قد يكون حقا مشروعا ، عندما يكون خاضع للقانون والمصلحة العامة للمجتمع ، أما عندما تتجاوز ممارسة الدولة حدود القانون ، فإنها تصبح عنفا لا مشروعا . ورغم ذالك يبقى وجود الدولة و استمرارها أمرا ضروريا، لان غيابها يعني سيادة نظام الغاب والرجوع بالمجتمع إلى حالة الطبيعة.فأين تتجلى أهمية هذه الأطروحة في الفكر الفلسفي؟
لقد أكد فلاسفة الأنوار، من خلال نظرية العقد الاجتماعي كما صاغها "جون جاك روسو" و" طوماس هوبز" وآخرون ، أن انتقال الإنسان من حالة الطبيعة إلى حالة الثقافة والمجتمع المنظم ، فرض ضرورة قيام الدولة من خلال تعاقد بين الأفراد ، تكلفت الدولة بموجبه بالسهر على حقوق الأفراد وحماية حرياتهم .في هذا السياق يأتي "موقف اسبينوزا" الذي اعتبر أن الغاية القصوى من تأسيس الدولة ، ليست إرهاب الناس وقهرهم وممارسة القمع ضدهم ، بل إنها تستمد مشروعيتها من دورها في حماية القانون وضمان الحريات وتحرير الفرد من الخوف . أما "جون لوك" فقد اعتبر أن مشروعيتها مدنية وليست دينية ، لان الحاكم المدني تنحصر مهمته في حماية الخيرات المدنية (الحرية وسلامة البدن) ، ولا علاقة له بنفوس الأفراد.
خاتمة:
هكذا نستنتج أن الدولة وسيلة فعالة وأداة ضرورية لاستقرار المجتمع واستمراره ، وهذا ما أكدت عليه (نظرية العقد الاجتماعي), لكن هناك اتجاه آخر يتجاوز هذا (التصور البراغماتي) للدولة ويعتبرها غاية في ذاتها لا تقتصر وظيفتها على الحماية والأمن، بل إنها تمثل عقل الأمة، وتعبر عن قيم المجتمع ومصالحه. وفي رأيي أن الدولة تمثل أهم وسيلة من وسائل الاستقرار الاجتماعي والسياسي.لكن هذا لا يتناقض مع كونها غاية في ذاتها، تسمو على كل الغايات الفردية والمصالح الشخصية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إذا كانت السلطة السياسية التي تمارسها الدولة تقوم على القهر والعنف وتجاوز القوانين، هل يبقى للدولة من ضرورة؟

إعداد: لبنى أزموز الثانية علوم الحياة و الأرض

هناك 9 تعليقات:

للمراسلة

هذه مرحلة اولى تجريبية ، يسعدني استقبال اراءكم و ملاحظاتكم و اقتراحاتكم

الاميل (للإجابة على مراسلاتكم ):

الإسم :

نص الرسالة:

بعد ارسال الرسالة، سيتم توجيهكم تلقائيا إلى الصفحة الرئيسية