رسالة ترحيب

بسم الله الرحمن الرحيم
في عالم الثورة المعلوماتية ، لم يعد فضاء القسم الدراسي ، المحدود في الزمان والمكان، كافيا للتعرف على الفلسفة و تدارس قضاياها و مواضيعها و تبادل الآراء والأفكارحولها ، فأصبح من الضروري الانفتاح عاى عالم الانترنيت، و الاستفادة من ثمراته. و لما كان عدد من محبي الفلسفة، خاصة التلاميذ و التلميذات بالتعليم الثانوي الثأهيلي، يجدون بعض الصعوبة في ولوج مواقع الفلسفة المتعددة ، وانتقاء ما يفيدهم في مسيرتهم الدراسية ، خاصة أولائك المقبلون على الامتحان الوطني الموحد .جاءت فكرة هذا الموقع أوالمدونة ،هدفها تيسير الوصول الى عالم الفلسفة و الفكر الاسلامي عبر شبكة الانترنيت، من خلال جعل المعرفة الفلسفية قطوف دانية قريبة من محبيها. فمرحبا بكم و بأفكاركم و اقتراحاتكم و ملاحظاتكم. تمنياتي لكم بالتوفيق و النجاح

نموذج تحليل نص (الذات المفكرة ) لديكارت

تمهيد

شكل التساؤل حول الإنسان أساس التفكير الفلسفي، الذي حاول البحث عن حقيقة الإنسان وماهية وجوده والمحددات التي تحكم وضعه ككائن بشري. و من الموضوعات التي اهتم بها الفلاسفة والمفكرون موضوع الشخص والعوامل التي تحدد هويته. وفي هدا الإطار يأتي النص الذي بين أيدينا ، محاولا توضيح علاقة هوية الشخص بالجانب الفكري كأحد مميزات الذات الإنساني ، و ذلك من خلال طرح مجموعة من التساؤلات أهمها:

من أنا ؟ وما الذي يحدد هويتي ؟ وهل يمكن اعتبار الفكر خاصية مميزة للإنسان يستطيع من خلالها تحديد هويته؟ ألا يلعب الواقع و تجارب الحياة الانسانية دورا في بناء هوية الشخص؟

العرض

يعتبر ديكارت أن أساس هوية الشخص العقل والتفكير باعتبارهما الخاصية المميزة للانسان. ولتبرير أطروحته اعتمد صاحب النص منهجا حجاجيا يقوم على التفسير والتعريف والتمييز مع استعماله السؤال كآلية لتوليد الأفكار . و هكذا انطلق من طرح تساؤل حول مفهوم الأنا ، ثم انتقل إلى الإجابة عن السؤال معتبرا أن الأنا ذات مفكرة ، بعد دلك حاول تفسير خاصية التفكير لدى الإنسان معتبرا أنها مجموعة من العمليات الذهنية التي تميز الإنسان وتجعله أكثر وضوحا ، لينتهي في الأخير إلى أن العقل والتفكير هما أساس معرفة الذات والوعي بخصوصياتهما .

ان أطروحة ديكارت تتأكد ، عندما نلاحظ ونتتبع خصوصيات الانسان ككائن بشري حيث يتضح أن العقل خاصية مميزة للإنسان باعتباره كائن عاقل ومفكر, فالإنسان بدون عقل لاوجود له وان وجد فهو لا يعي هدا الوجود ، ولهدا فالإنسان عندما يفقد نعمة العقل *المجنون مثلا * يفقد كل اتصال بالعالم الخارجي لكن هدا لا يعني أن العقل هو المحدد الوحيد لهوية الشخص ، ذلك أن الإنسان رغم أنه كائن عاقل فهو أيضا اجتماعي وثقافي يخضع لمؤثرات خارجية كما أنه يتميز بخصوصيات نفسية وروحية إن الإنسان ذات مركبة. في هدا السياق يرفض جون لوك أن العقل هو المحدد الوحيد لهوية الإنسان كما ذهب إلى ذلك ديكارت *بل هو صفحة بيضاء لا وجود فيها لأفكار ومبادئ فطرية ، لأن الانطباعات الحسية التي تنقل إلى الذات معطيات الواقع الخارجي عن طريق التجربة والحواس هي ما يشكل الهوية الحقيقية لذات الإنسان بالإضافة إلى خبرات وتجارب الفرد الماضية*. كما أن مونيي يعتبر أن الشخص ليس مجرد موضوع مثل باقي الأشياء الأخرى إن الشخص هو الوحيد الذي لا نستطيع التعرف عليه وتحديد هويته إلا إذا استطعنا الخوض في أعماقه الداخلية ، انه يملك روحا متميزة تجعل منه كائنا متفردا و متميزا .

خاتمة

هكذا نستنج أن العقل يلعب دورا أساسي في تحديد هوية الشخص, لكن هدا العقل ليس ملكة فطرية منغلقة على ذاتها بل انه ينفتح على معطيات العالم الخارجي عبر التجربة والحواس ويتأثر بالخصوصيات النفسية والروحية والثقافية والاجتماعية. وبالتالي يمكننا القول أن هوية الشخص ذات طبيعية مركبة تتداخل في تحديدها عوامل مختلفة. لكن، إذا كانت العوامل المساهمة في تشكيل هوية الإنسان متعددة فان دلك يطرح علينا إشكالية مصدر قيمة الشخص . فهل الشخص يستمد قيمته مما هو عقلي أم مما هو اجتماعي أم مما هو روحي ؟

إعداد: الصديق قامة ( ثانية باك علوم إنسانية )




هناك 6 تعليقات:

للمراسلة

هذه مرحلة اولى تجريبية ، يسعدني استقبال اراءكم و ملاحظاتكم و اقتراحاتكم

الاميل (للإجابة على مراسلاتكم ):

الإسم :

نص الرسالة:

بعد ارسال الرسالة، سيتم توجيهكم تلقائيا إلى الصفحة الرئيسية