رسالة ترحيب

بسم الله الرحمن الرحيم
في عالم الثورة المعلوماتية ، لم يعد فضاء القسم الدراسي ، المحدود في الزمان والمكان، كافيا للتعرف على الفلسفة و تدارس قضاياها و مواضيعها و تبادل الآراء والأفكارحولها ، فأصبح من الضروري الانفتاح عاى عالم الانترنيت، و الاستفادة من ثمراته. و لما كان عدد من محبي الفلسفة، خاصة التلاميذ و التلميذات بالتعليم الثانوي الثأهيلي، يجدون بعض الصعوبة في ولوج مواقع الفلسفة المتعددة ، وانتقاء ما يفيدهم في مسيرتهم الدراسية ، خاصة أولائك المقبلون على الامتحان الوطني الموحد .جاءت فكرة هذا الموقع أوالمدونة ،هدفها تيسير الوصول الى عالم الفلسفة و الفكر الاسلامي عبر شبكة الانترنيت، من خلال جعل المعرفة الفلسفية قطوف دانية قريبة من محبيها. فمرحبا بكم و بأفكاركم و اقتراحاتكم و ملاحظاتكم. تمنياتي لكم بالتوفيق و النجاح

صيغ مساعدة في الكتابة الانشائية للمقولة والنص

بالنسبة للقولة /السؤال
-في التحليل :
-ان محاولة الكشف عن المضمون النظري الذي تعبر عنه القولة يتطلب اجرائيا التحديد الدقيق للمفاهيم التي تؤثثه هكذا نجد مفهوم...........
-واذا كشفنا في لحظة اولى عن اللبس الذي تثيره المفردات السابقة يمكن ان نتساء مالذي تريد القولة التعبير عنه؟
الى اي حد يمكن ان نعتبر الموقف المعبر عنه في القولة كافيا في التعبير عن اشكال...؟
-في المناقشة
بطبيعة الحال يتساوق الموقف المعبر عنه من خلال القولة مع جملة مواقف..........
لكن ماحدود الموقف السالف؟
-في الخاتمة
-يبدو ان هناك موقفين حيال اشكالية--------
-ولعل من المنصف القول ان ....

بالنسبة للنص الفلسفي

بالنسبة لمرحلة التحليل.
صيغ للحديث عن أطروحة النص:
"يدافع النص عن أطروحة مفادها..."
"يسعى النص إلى إثبات..."
"النص في مجمله دفاع عن ..."، "
من الواضح أن النص ينتصر لأطروحة مفادها..."
للحديث عن المفاهيم والبنية المفاهيمية:
"ومن الجدير بالذكر أن ... يفيد..."
"من المعروف أن ... يعني..."،
"إذا أردنا الوقوف على مفهوم... سنجد أنه يدل على..."
"نلاحظ حضورا قويا لمفهوم... ويقصد به..."
"لكن مالمقصود ب...؟ يقصد به..."
" وفي هذا الإطار نشير إلى أن ...... تعني ......".
صيغ للحديث عن الأسلوب الحجاجي للنص:
"لإثبات هذه الفكرة استعمل النص أسلوب...ليوضح كيف أن..."
"هنا لجأ النص إلى...لإبراز..."،
" ولكي يدلل على...قارن..."
، "لنلاحظ كيف استعمل... ليصل إلى أن..."،
"لايكتفي النص ب... بل..."
صيغ للحديث عن مسار تشكل الأطروحة داخل النص:
"فيما يخص بنية النص نلاحظ أنه انطلق من ... إلى..."
"بعد أن حدد النص... انتقل إلى..."،
" اعتمد النص عموما على أسلوب....."،
صيغ لإستدعاءالمكتسبات المعرفية الملائمة:
" ولنضرب لذلك مثلا..."
، "وبعبارة أخرى..."،
"وهذا يعني أن..."
"الشيء الذي يتطابق والأطروحة القائلة..."، "
" يمكن أن نفسر ذلك بالقول..."
لكن، مالمقصود ب...يفهم من ذلك أن..."،
"ولعل هذا ما ذهب إليه أيضا..."

بالنسبة لمرحلة المناقشة

صيغ للإنتقال إلى المناقشة:
--"نلخص ماسبق بالقول إن النص ينتصرللأطروحة القائلة...ولكن إلى أي حد.../ هل صحيح أن.../ألا يمكن...؟"
--"انتهينا مع النص إلى أن...ولكن..."
-- "يتبين وفق منطق النص أن...فإلى أي حد..."،
-- " لحد الآن نظرنا إلى ... من زاوية..... ماذا لو ....؟" إلخ....
صيغ للشروع في المناقشة الداخلية:
"نلاحظ بأن البنية الحجاجية للنص لاتعتمد سوى على..."
-- " إن أغلب حجج النص ذات طبيعة..."
-- " إن النص يحيل على... دون أن يقدم توضيحا حول..."
-- " استشهد النص بــ.... ولكن ماذا عن .....؟"إلخ....
صيغ للشروع في المناقشة الخارجية:
--"يمكن أن نتناول الإشكالية من زاوية أخرى..."
-- "على النقيض مما سبق، تؤكد الفلسفة أو التصور الفلاني بأن..."
-- " إننا بهذه الأسئلة ننفتح على تصور مغاير..."
-- "بهذه الأسئلة، نتموقع ضمن تصور معارض يرى بان..."

صيغ بالامكان اعتمادها في الخاتمة

خلاصة القول.../ حاصل القول.../ مفاد القول..../ بناء على ما سبق نستنتج أن ..../ مجمل ما سبق، يمكن تحديده كالتالي.../ امام هذه الأفكار المتباينة حول مسألة .... نخلص إلى ان .../


ملخص درس:النظرية والتجربة

جاء في معجم روبير بأن النظرية " هي مجموعة من الأفكار والمفاهيم المجردة المنظمة قليلا أو كثيرا، والمطبقة على ميدان مخصوص". وفي معنى ثان النظرية " بناء عقلي منظم ذو طابع فرضي تركيبي". كما جاء في المعجم الفلسفي لأندري لالاند بأن النظرية " هي إنشاء تأملي للفكر يربط نتائج بمبادئ". هكذا فالنظرية في معناها الاصطلاحي التأملي هي نسق من المبادئ والقوانين ينظم معرفتنا بمجالات خاصة من الواقع، ويتضمن هذا النسق بناءا منطقيا له مكوناته ويخضع لنظام فرضي استنباطي.
أما التجربة في معناها العلمي فهي مجموعة من العمليات التي يتم بمقتضاها إحداث ظاهرة ما في المختبر، بهدف دراستها والوصول إلى بناء معرفة حولها. والتجربة بهذا المعنى هي التي تمكن من معرفة القوانين المتحكمة في الظواهر الطبيعية. وتطرح علاقة النظرية بالتجربة عدة إشكالات إبيستملوجية في مجال المعرفة العلمية الدقيقة، سنثير أهمها في محاور هذا الدرس.

المحور الأول: التجربة والتجريب.

* إشكال المحور: ما هو دور التجريب في بناء النظرية؟ وهل يعتبر التجريب في معناه التقليدي المقوم الوحيد في تفسير الظواهر الطبيعية أم أن لعنصر الخيال العقلي دور في ذلك؟

1- موقف كلود برنار:
يرى كلود برنار أن إحاطة العالم بمبادئ المنهج التجريبي، التي من شأنها أن تجعله يصل إلى الحقيقة العلمية، تتطلب منه الالتزام بشرطين أساسيين: الأول يتمثل في توفره على فكرة يعمل على فحصها انطلاقا من وقائع صحيحة ومنظمة، أما الثاني فيتمثل في ضرورة استخدام العالم كل الأدوات التي من شأنها أن تمكنه من ملاحظة الظاهرة المدروسة ملاحظة كاملة وشاملة.
هكذا يرى كلود برنار أنه على العالم الملاحظ للظواهر أن ينقل بدقة ما هو موجود في الطبيعة، إن عليه أن ينصت إلى الطبيعة، وأن يسجل ما تمليه عليه. من هنا تأتي الملاحظة في بداية المنهج التجريبي، ثم تتلوها الفكرة العقلية التي تسعى إلى تفسير الظاهرة، وبعد ذلك يتم التأكد من الفرضية المفسرة عن طريق التجربة العلمية التي تعتبر معيارا للتحقق من صحة الفرضية أو عدم صحتها.
انطلاقا من كل هذا يحدد كلود برنار خطوات المنهج التجريبي التي تجمع بين الفكر النظري والممارسة التجريبية، حيث تأتي الملاحظة في بداية هذا المنهج لكي تتبعها فكرة عقلية منبثقة عنها، هذه الفكرة التي يتم الاستدلال عليها انطلاقا من التجربة.
فالتجربة إذن هي منطلق بناء النظرية العلمية، وهي المعيار الوحيد لصلاحيتها.

2- موقف روني طوم:
إذا كان التجريب حسب التصور التقليدي هو معيار للتحقق من الفرضية، فإن روني طوم يرى أنه لا يمكن الحديث عن فرضية علمية غير مؤسسة على نظرية سابقة. فكل نظرية تتضمن في نظره كيانات خيالية يتم التسليم بوجودها، مما يعني أن لعنصر الخيال العقلي دور كبير في التجريب العلمي. هكذا اعتبر روني طوم أنه من الوهم الاعتقاد مع أنصار النزعة التجريبية التقليدية بأن التجربة هي وحدها التي تمكننا من فهم العلاقات السببية بين الظواهر الطبيعية. فالتجريب لا يكفي وحده لفهم الظواهر الطبيعية وأسبابها، بل لا بد من إقحام عنصر الخيال العقلي الذي يعتبر تجربة ذهنية مكملة للتجربة التي تتم بواسطة الأدوات العلمية في المختبر.
هكذا يؤكد روني طوم على التكامل الحاصل بين ما هو واقعي تجريبي من جهة، وما هو عقلي خيالي من جهة أخرى؛ إذ لا يمكن للتجريب العلمي الاستغناء عن التفكير العقلي الذي يعد عملية معقدة ومتشابكة يصعب ضبطها من خلال منهج محدد.

المحور الثاني: العقلانية العلمية.
*إشكال المحور: ما هي طبيعة المعرفة العلمية المعاصرة؟ وكيف تتحدد علاقة العقل والتجربة داخل هذه المعرفة؟


1- موقف إنشتين:

يؤكد إنشتين على أن النسق النظري للعلم المعاصر يتكون من مفاهيم ومبادئ هي إبداعات حرة للعقل البشري. من هنا فالنظرية العلمية تبنى بناءا عقليا خالصا، أما المعطيات التجريبية فهي مطالبة بأن تكون مطابقة للقضايا الناتجة عن النظرية وتابعة لها.
هكذا يعتبر إنشتين أن العقل العلمي الأكسيومي بكل ما يتميز به من رمز وتجريد، كفيل بإنشاء النظرية العلمية، وما التجربة إلا المرشد في وضع بعض الفرضيات من جهة، وفي تطبيقها من جهة أخرى. كما يؤكد على الدور الذي أصبح يلعبه العقل الرياضي في الكشف عن النظريات العلمية ابتداءا ودون أية تجارب سابقة. فالبناء الرياضي الخالص يمكننا من اكتشاف المفاهيم والقوانين التي تعتبر مفتاحا لفهم الظواهر الطبيعية. وهذا ما يجعل العقل الرياضي هو المبدأ الخلاق في العلم، كما يجعل من العقلانية العلمية المعاصرة عقلانية مبدعة.

2- موقف غاستون باشلار:
يؤكد باشلار على أهمية الحوار الجدلي بين العقل والتجربة في بناء المعرفة العلمية. تتأسس الفيزياء المعاصرة في نظره على يقين مزدوج: الأول يتمثل في أن الواقع العلمي ليس واقعا معطى عن طريق الحواس، بل هو واقع مبني بناءا عقليا ورياضيا، وهو ما يعني أن الواقع يوجد في قبضة العقل. أما اليقين الثاني فيتمثل في القول بأن بناءات العقل وبراهينه لا تتم بمعزل عن الاختبارات والتجارب العلمية. هكذا انتقد باشلار النزعة الاختبارية الساذجة التي اعتقدت أن التجربة هي مصدر بناء النظرية العلمية، كما انتقد النزعة العقلانية المغلقة التي تصورت أن العقل قادر لوحده على بناء المعرفة بشكل منعزل عن الواقع. وعلى العكس من ذلك اعتبر باشلار أن بناء المعرفة العلمية المعاصرة يتم في إطار حوار متكامل بين العقل والتجربة. هكذا فالعقل العلمي المعاصر مشروط بطبيعة الموضوعات التي يريد معرفتها، فهو ليس عقلا منغلقا ثابتا بل منفتحا على الواقع العلمي الجديد الذي يتناوله. من هنا ينعت باشلار فلسفته بالعقلانية المنفتحة وأيضا المطبقة، والتي تتم داخل وعي غير معزول عن الواقع. لكن الواقع العلمي نفسه هو واقع متحول ومبني بناءا نظريا وعقليا.

المحور الثالث: معايير علمية النظريات العلمية.
*إشكال المحور: ماهو معيار علمية نظرية ما؟
1- موقف بيير تويليي:
إذا كان بيير دوهايم، وهو أحد أنصار النزعة التجريبية الوضعية، يرى بأن غاية النظرية الفيزيائية هو أن تمثل تماما، وبصورة صحيحة، مجموعة من القوانين التجريبية، بحيث يشكل الاتفاق مع التجربة بالنسبة للنظرية الفيزيائية المعيار الوحيد للحقيقة، فإن بيير تويليي يقول بمعيار تعدد الاختبارات كشرط أساسي للقول بعلمية نظرية ما. هكذا لا يمثل في نظره معيار القابلية للتحقق التجريبي المعيار الوحيد والنهائي لعلمية وصلاحية نظرية ما، بل لا بد من خروج النظرية من عزلتها التجريبية بإضافة فروض جديدة ترسم للموضوع الملموس، الذي يعتبر مرجع النظرية، نموذجه النظري المنسجم مع النظرية في كليتها.

إن أية تجربة علمية لا تتم بدون مساعدة نظريات أخرى، كما أنه لا توجد تجربة حاسمة، إذ تظل نتائج التحقق التجريبي جزئية وقابلة دائما للمراجعة. لذلك فمعيار علمية النظرية يكمن من جهة في إخضاع النظرية لاختبارات تجريبية متعددة، والعمل على المقارنة بينها، كما يكمن هذا المعيار من جهة أخرى في اختبارات التماسك المنطقي للنظرية ومقارنتها بنظريات علمية أخرى.

2- موقف كارل بوبر:
إن معيار علمية النظرية عند كارل بوبر هو قابليتها للتفنيد أو التكذيب. هكذا يجب على النظرية، إن شاءت أن تكون علمية، أن تكون قادرة على تقديم الاحتمالات الممكنة التي تفند بها ذاتها وتبرز الثغرات الكامنة فيها. ويرى بوبر أنه يمكن أن نطلق على معيار القابلية للتكذيب أيضا معيار القابلية للاختبار، لأن قابلية النظرية للتكذيب معناه أنه يمكن اختبارها بشكل دائم من أجل تجاوز العيوب الكامنة فيها. وهذا يدل على انفتاح النظرية العلمية ونسبيتها. أما النظرية التي تدعي أنها يقينية وقطعية ولا عيوب فيها، فهي مبدئيا غير قابلة للاختبار.

إن الطابع التركيبي والشمولي للنظرية يجعل من المستحيل تقريبا التحقق من صدقها أو كذبها بواسطة التجربة. لذلك اقترح بوبر القابلية للتكذيب معيارا لعلمية نظرية ما، وإن لم تكذب فعلا، أي أن تتضمن في منطوقها إمكانية البحث عن وقائع تجريبية تكذبها

ما هو مفهوم الحرية , وهل الإنسان حر ؟


إن هذا المفهوم , ومفهوم الله , ومفهوم والوجود , ومفهوم السببية وبعض المفاهيم القليلة الأخرى هي المفاهيم التي شغلت فكر كافة البشر .
في رأي . إن مفهوم الحرية تشكل لدي الإنسان نتيجة الحياة الاجتماعية المتطورة , وهو نتيجة تفكيره المتطور الذي يعتمد السببية , ونتيجة امتلاكه لغة متطورة .
فمفهوم الحرية يعتمد على الإرادة التي هي استجابة وفعل يقوم به الإنسان , وكذلك تملك كافة الكائنات الحية المتطورة الإرادة , ولكنها لا تملك مفهوم الحرية .
وهناك الشعور بالحرية أو الشعور بالقدرة على التعامل مع الخيارات المختلفة والاختيار الإرادي لأحدها . فالإنسان يشعر بأنه حر عندما ممارسته لإرادته في اختيار أحد الخيارات من بين خيارات كثيرة متاحة له . لذلك يصعب إقناع الإنسان بأنه غير حر, لأنه يحس ويشعر أنه حر, والأحاسيس يصعب تكذيبها .
ولكن هل الإنسان حر فعلاٌ ؟
أننا إذا درسنا غالبية خصائص إنسان معين , خصائصه الفزيولوجية والنفسية والفكرية – دوافعه ورغباته .... , ودرسنا العناصر والأوضاع والظروف المادية والاجتماعية والثقافية ..... الموجود فيها .فعلى الأغلب نستطيع التنبؤ بغالبية استجاباته وتصرفاته , ونجدها ناتجة عن العناصر والظروف الموجودة .
وهذا يعني أننا إذا وسعنا دائرة العناصر والتفاعلات , فإننا نجد أن تعامل هذا الإنسان مع الخيارات محكوم بالعناصر والظروف الموجودة , إي إن إرادته موجهة وتابعة لمحصلة تلك العناصر والظروف الداخلية والخارجية الموجودة .

أنا حر .
إن أغلب الأفراد يقولون هذا وهم يؤمنون وواثقون أنهم أحرار, ويشعرون أن لهم إرادة حره .
فهل هم أحرار فعلاً ؟
وما مدى حريتهم ؟
إن كل منا يشعر أنه حر وهو متأكد من ذلك فهو يشعر بحريته في اتخاذ القرارات , وهذا ما يؤكد له أن حر , فالشعور لا يكذب ولا يناقش .
ولكن نتيجة الملاحظة والتجربة والمعارف التي تكوٌنت ونتيجة المحاكمات الفكرية الدقيقة , يصل الكثيرين إلى أن حريتنا مشروطة بكثير من العوامل الداخلية والخارجية , وحكم هؤلاء في رأي أعلى دقة من ناحية انطباقه على الواقع الموضوعي العام .
فالإحساس والشعور الذاتي هو مطلق الصحة بالنسبة لصاحبه وهو مرتبط به وليس عاماً لدى كل البشر, وليس ضرورياً أن يشعر الآخرين بشعوره .
لذلك الحكم العام الذي بقول أن الناس ليسوا أحرار في تصرفاتهم هو أدق وأعلى صحة من الحكم بأن الناس أحرار في ما يريدون أن يفعلوا أو يتصرفوا أو حتى فيما يفكروا , لأنه يمكن التنبؤ بدرجة صحة عالية بتصرفاتهم , إذا قمنا بدراسة خصائصهم ودوافعهم وظروفهم , وهذا ينفي حريتهم بدرجة كبيرة .
ولكن يظل حكم كل منا , بأنه حر هو حكم صحيح بالنسبة له لأن الشعور الذاتي يصعب تكذيبه .

الإرادة والتعامل مع الخيارات
إن أساس الذكاء أو التفكير وكذلك الإدارة والقيادة هو التعامل مع الخيارات و لقد قيل:
"أن الذكاء هو انتقاء البديل الأمثل من ضمن عدة بدائل ( خيارات ) ممكنة في ضوء الغايات المحددة والمعايير المقررة سلفاً"
وهذا معناه أن أساس التفكير هو التعامل مع الخيارات لهدف معين .
وأبسط أنواع التعامل مع الخيارات هو التعامل مع خيارين فقط :
موجود-غير موجود، صح –خطأ، فعل – لا فعل ، مفيد- ضار ، أكبر- أصغر ، قبل – بعد ، نعم – لا ، تريد –لا تريد ، فوق – تحت ، يمين – يسار ، أمام – خلف ، خير – شر ......الخ في هذه الحالات هناك دوماً تعامل مع خيارين فقط، يتم اختيار أحدهم ، أو تعيين أحدهم ، أو تمييز أحدهم .
والعقل البشري يبدأ بالتعامل مع خيارين بفاعلية عالية ، ويستعمل هذه الآلية البسيطة في كافة تعاملاته مع الخيارات الكثيرة والمعقدة والمتداخلة ، وذلك بإرجاعها إلى خيارين فقط يتم تمييز أحدهم عن الآخر, ولإجراء التمييز لابد من المقارنة والقياس ثم الحكم وإصدار القرار .
والكمبيوتر يحاكي العقل البشري في آلية عمله الأساسية ، وهي التعامل مع خيارين فقط ، وبالتالي إرجاع كافة الخيارات الكثيرة والمعقدة إلى خيارين فقط : مفتوح و مغلق أو صفر و واحد .

التعامل مع الخيارات و التفكير الواعي
ذكرنا أن التعامل مع الخيارات هو التفكير بشكل عام ، ويمكن أن نقول أن التعامل مع الخيارات بشكل واع هو التفكير الإرادي البشري
فيمكن أن تتعامل الكثير من البنيات الحية أو غير الحية مع الخيارات دون الوعي ، فالحيوانات تتعامل مع الخيارات بدرجات متفاوتة من الوعي ، ففي حالة الحشرات والكائنات الحية البسيطة ولدى وحيدات الخلية يكون الوعي في أدنى درجاته- إن لم يكن معدوماً- ,كما أن النباتات تتعامل مع الخيارات و بدون وعي .
البنيات غير الحية تتعامل مع الخيارات :
فالنهر أثناء تشكله - تشكل مساره- يتعامل مع الخيارات الفيزيائية ( مواد وقوى ) ويكوَن مجراه ، وكذلك العاصفة ، وكذلك المجموعات الشمسية, و الذرات، وكذلك المورثات.
إن كافة البنيات تتعامل مع الخيارات لأن التعامل مع الخيارات هو محصلة تبادل التأثيرات أو التفاعلات مع البنيات المجاورة أو المؤثرة .
فإذا اعتبرنا أن التفكير هو : التعامل مع الخيارات ومعالجتها - قياسها ومقارنتها وتقييمها - والحكم عليها ثم القيام بالاختيار بناء على ذلك .
نجد أن النبات يفكر , ففي حالة اختياره لنمو الساق نحو الأعلى - الضوء - واتجاه الجذور نحو الأسفل , أي يقوم بالتفكير , وهو مجهز لهذا الاختيار ، وكذلك يقوم النبات بالإزهار أو عدمه بناء على التعامل مع الخيارات المتاحة- شمس وهواء وماء وغذاء - .
فالاختيار بين وضعين أو أكثر هو أساس التفكير، وهو موجود عند النباتات والحيوانات , ونحن إذ نعتمد ذلك يتوضح مفهوم التفكير بشكل أفضل ويتيح لنا بناء أحكام وتنبؤات أعلى دقة .
فنحن نربط بين التفكير والوعي والإدراك، ونرتكز في بنائنا لمفهوم التفكير على طريقة تفكيرنا نحن
وتفكيرنا واسع ومعقد ومتداخل مع الشعور والوعي وآليات عصبية نفسية متطورة .
أي نحن نستخدم مفهوم التفكير بشكل غير واضح وغير مكمم بشكل دقيق ، لذلك لا يتضح لنا التفكير لدى النبات أو لدى بنية الحياة مع أنه موجود ومتطور, لأننا نعتمد تفكيرنا فقط كمرجع لمفهوم التفكير .

التعامل مع الخيارات والحرية
هناك مثل يقول : " صحيح لا تقسم، ومقسوم لا تأكل، و كول لتشبع "
إن هذا المثل يظهر أن الحرية- أو ممارسة الحرية - مرهون بممارسة الخيارات المتاحة ، فإذا لم تكن هناك خيارات متاحة فلن تكون هناك حرية يمكن ممارستها
ومقدار الحرية مرتبط بكمية الخيارات المتاحة
فالمخير بين وضعين أو حالتين حر ولكن الحر أكثر منه المخير بين عشر حالات، والأكثر حرية هو المخير بين ألف حالة, وكلما ازدادت الخيارات المتاحة ازدادت الحرية، وبالتالي ازدادت إمكانية أو احتمال تحقيق الأهداف.
"يقول هيدجر: أن الإنسان عليه أن يختار, وما القدرة على الاختيار إلا تعريف للحرية"

التعامل مع الخيارات هل هو ممارسة الحرية ؟ وجذب الخيارات
نفرض أن لدينا عدة خيارات متاحة لتحقيق هدف معين ونفرض أنها جميعها تسمح بتحقيق الهدف وبالصعوبة نفسها وبالدرجة نفسها تماماً- وهذا نادر جداً في الواقع-
في هذه الحالة هل يمارس تفضيل أثناء اختيار أحدها, إن هذا لن يحدث, لأنه لا يوجد فرق بين هذه الخيارات, وسوف يتم الاختيار عشوائياً.
لنفرض الآن أن هذه الخيارات مختلفة في درجة صعوبتها لتحقيق الهدف في هذه الحالة هل يحدث تفضيل واختيار موجه؟
نقول: نعم في هذه الحالة ستحدث مقارنة وتقييم ثم اختيار أحدها
أي سوف يحدث تنافس بين هذه الخيارات في جذب اتجاه اختيارنا نحو كل منها
والخيار الذي يقوم بأكبر جذب سوف يتم تبنيه وممارسته.
إذاً اختيار أحد الخيارات من بين مجموعة خيارات متاحة يكون حسب قوى الجذب التي يقوم بها هذا الخيار, ويكون تقييم قوى الجذب حسب الوضع الراهن لجسمنا وعقلنا وباقي العوامل الموجودة
وإذا تغير أحد هذه العوامل يمكن أن تتغير نتيجة الاختيار
وأي اختيار نقوم به مرة ثانية يمكن أن تكون نتيجته مختلفة إذا حدثت أية تغيرات لنا أو لتلك الخيارات
أي أن النتيجة المحددة بشكل مطلق لا تحدث إلا مرة واحدة , وعند التكرار تصبح احتمالية, وتابعة للتغيرات الحاصلة.
أما الشعور بالحرية عند ممارسة التعامل مع الخيارات , فهذا تابع لوضعنا الفكري والنفسي
فهذا الشعور تحدثه عناصر وآليات فكرية ونفسية وتربوية معينة , وعند توفرها ينشأ ويحدث لنا
وليس له علاقة مباشرة حتمية بنتيجة اختيارنا
فيمكن أن نكون مسيرين ومتحكّم بنا- ودون ملاحظة ذلك- ومع ذلك نشعر بأننا أحراراً ونمارس حريتنا
ويمكن بالعكس أن نشعر بأننا مقيدين ولسنا أحراراً.
إذاً الشعور بالحرية هو إحساس , والأحاسيس لا تكذٌب , فإذا كنت تشعر بالبرد أو بالفرح أو حلاوة فاكهة أو صوت موسيقى أو لون ... فهذا لا يكذٌب لأنك تعيشه وتحسه وتلمسه , وكذلك الحرية فهي شعور , وإن كان ينتج عن المعارف والتفكير .
نعم يمكن أن تؤثر طريقة ونتيجة اختيارنا بطريق مباشر أو غير مباشر بأحد عناصر أو آليات التفكير العاملة أثناء القيام بالاختيار
ويكون لها دور في اعتماد الاختيار وهذا ما يعقد مفهوم الحرية
فهو متحرك - وتجري له تغذية عكسية-, ويؤثر على قرارات الاختيار تأثيرات متبادلة- متحركة-,
وكذلك يتأثر مع باقي آليات عمل العقل المشاركة بالمعالجة والتقييم والاختيار
وهذا يجعل النتيجة بوضع متبدل متحرك والتعديل محتمل دوماً طالما كانت التفاعلات عاملة
ويمكن لأي آلية عقلية أخرى تظل تعمل أثناء معالجة الخيارات أن تحدث تحريك- تغيير- للنتيجة, مثل تقارب الفروق بين خيارين - أو سبب آخر- يجعل اختيار أحدهم يرجح على اختيار الآخر فيتم اختياره فيؤدي ذلك إلى ترجيح الآخر وهكذا دواليك, وتبقى عملية الاختيار جارية ولا يتم البت بها.

إن الحرية في رأي هي : التحكم بالخيارات المتاحة بشكل شعوري واع
فهناك أمام متخذ القرار- في الدماغ - خيارات متاحة يقوم بمعالجتها وتحديد وتعيين إحداها أو بعضها بشكل واع , وآليات اتخاذ القرارات الواعية واعتماد الخيارات المختارة- المفضلة- تعتمد على عدد من العمليات العقلية أهمها :
عمليات الاستجابة المباشرة والسعي نحو الاستجابة المناسبة للكائن والتي تكون مترافقة مع استجابة حسية شعورية ومقيمة من ناحية اللذة والألم أومن ناحية الإفادة أو الضرر أو من كلاهما معاً.
أو الاستجابة التي تم إشراطها – أي تعلمها- بتحاشي الاستجابات غير المناسبة للكائن أو المؤلمة, أو الاستجابات التي جرى تعلم كفها .
أي يتحكم في اتخاذ القرارات والاستجابات: الإشراط والكف والتعميم... , وهناك تأثير آليات عمل الدوافع والتي يكون أغلبها متوارثاً أي ذو أساس فزيولوجي, بالإضافة إلى الدوافع التي تتشكل نتيجة التعلم والتربية والحياة الاجتماعية.
جذب الأوضاع والمؤثرات أو المثيرات , ودفعنا لتحقيقها
نحن كثيراً ما نلاحظ أننا لا نقرر أهدافنا أو غاياتنا بإرادتنا الذاتية , فالأوضاع والمثيرات والظروف هي التي توجهنا وتحدد غالبية تصرفاتنا وأهدافنا , وهذا يشبه ما يحصل في الكومبيوتر, فالمخلات هي التي تحدد المخرجات بعد معالجتها حسب نظام عمل الكومبيوتر والبرنامج العامل والذي يتضمن أيضاً الذاكرة المخزنة . فالأوضاع أو الظروف تفرض تأثيراتها التي هي بمثابة مدخلات إلى دماغنا , فتعالج حسب آليات ونظام عملة وحسب ما تم تعلمه أي ما خزن في الذاكرة . وكثيراً ما تحدد هذه الظروف ( أو المدخلات ) دوافعنا وأهدافنا وتصرفاتنا

مفهوم الشخص في الفلسفة الديكارتية

لعل أكبر حدث في تاريخ البحث الفلسفي المتعلق بسبر أغوار النفس الإنسانية منذ عهد سقراط الذي دعا الإنسان إلى معرفة نفسه هو اكتشاف مبدأ الكوجيطو على يد الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت. يمثل هذا الحدث ثورة حقيقية في حقل الممارسة النظرية التي تجعل من التفكير موضوعا لها. ولفهم هذه الثورة لابد من إلقاء ولو نظرة خاطفة على تاريخ هذه الممارسة قبل مجيء ديكارت ليتسنى لنا إدراك وفهم مدى عمق التغير الذي أحدثه "أب العقلانية الحديثة" في النظرة إلى الذات المفكرة وطريقة التفكير فيها. ولتحقيق هذا الغرض نرى أنه من الضروري التذكير بالخطوط العريضة لنظريات المعرفة لدى أكثر الفلاسفة السابقين شهرة من أجل مقارنتها مع نظرية ديكارت. وسوف يتم التركيز على نظرية المعرفة لدى كل من أفلاطون وأرسطو اللذين كان لهما تأثير كبير في تاريخ الفكر على امتداد قرون عديدة.
ترتكز نظرية المعرفة الأفلاطونية على مصادرة أساسية مفادها أن المعرفة تتحقق من خلال الانتقال والارتقاء التدريجي من المعطى المحسوس إلى النموذج المعقول، حيث تميل الذات العارفة تدريجيا إلى التجرد من كل ما له علاقة بالعالم المحسوس من أجل الاتصال بالعالم المعقول والارتقاء في مراتب المعرفة إلى أن يصل العقل إلى غايته القصوى وهي المشاركة في انسجام العالم المعقول وتناسقه الرياضي. وإذا كان أفلاطون قد جعل من العدد والماهيات الرياضية المبدأ الذي يقوم عليه انسجام العالم المعقول، فلأن العلاقات الرياضية في نظره تظل على الدوام ثابتة لا تتغير، وهو ما يفسر خلود العالم. إن فعل المعرفة هنا لا يختلف عن فعل الوجود، إنه فعل المشاركة في الوجود؛ فقد أوضح أفلاطون في كتابه "الجمهورية" كيف ينبغي أن يكون النظام الاجتماعي لكي يتسنى للإنسان العيش في انسجام مع العالم المعقول كما يتصوره الحكماء.
ومن هنا يمكن أن نفهم لماذا أصبح الأفلاطونيون يولون أهمية قصوى لدور الصورة في عملية المعرفة، وأصبحت معرفة الموجودات عندهم تعني مشاركتها في صورها أو نماذجها المثلى. ولما كانت الصورة هي التي تنقل الشيء من الوجود بالإمكان إلى الوجود بالفعل، ولما كانت تمثل حقيقة الشيء أو جوهره، أمكن القول بأن فعل المعرفة كفعل الوجود، وهو ما عبر عنه المفكر الأمريكي Pedro Amaral بقوله: To know something is just like being something ويعني ذلك، حسب قوله، أن المعرفة هي المشاركة في الوجود.، وتعني المشاركة أسلوبا في الحياة ينسجم مع مبادئ الوجود الحقيقي. يتمثل فعل المعرفة، إذن، في قدرة العقل على أن يصبح كموضوعه، أو أن يكون مطابقا لموضوعه ومتماثلا معه، هذا مع العلم أن موضوع الفلسفة اليونانية هو الوجود بما هو موجود حسب تعبير أرسطو.
ينسجم هذا التصور للمعرفة إلى حد ما مع نظرية المعرفة الأرسطية. تتبلور المعرفة في نظر أرسطو من خلال تشكل صورة الشيء في العقل. فإذا كان العقل يدرك صور الأشياء، فإن تلك الصور تساهم بشكل أساسي في تشكل العقل. وهكذا يصبح العقل كموضوعه. ولذلك كان معيار الحقيقة في الفلسفة الأفلاطونية والفلسفة الأرسطية على حد سواء هو معيار التطابق أو التماثل بين الفكرة والموضوع.
وما قام به ديكارت هو أنه غير هذا التصور للمعرفة وكيفية تحققها رأسا على عقب: أفرغ العقل والعالم من الصور، وألقى بمبدأ التماثل جانبا وعوضه بعملية التمثل الذهني représentation؛ لم تعد المعرفة تتحقق من خلال تماثل العقل مع موضوعه، بل من خلال التمثل الذهني للموضوع بطريقة لا مكان فيها للتماثل الطبيعي. وإذا كانت غاية المعرفة في النظرية الأفلاطونية-الأرسطية هي تحقيق التماثل بين العقل والموضوع، فإن ديكارت انتقل بالمعرفة إلى مستوى أرقى من مستوى الإحاطة بالموضوع: لم يقف عند حدود تمثل الموضوع، بل جعل من التمثلات الذهنية نفسها موضوعا للتأمل العقلي، وبذلك دفع بعملية المعرفية إلى مستوى الميتا méta وهو التفكير في التفكير، وقادته تجربته الوجودية إلى اكتشاف بعد جوهري جديد من أبعاد الوجود الإنساني، ألا وهو الوعي conscience. ولأول مرة في تاريخ الفلسفة، ربما بعد ابن سينا (أنظر مقالتنا: "تطور مفهوم النفس من المعلم الأول إلى الشيخ الرئيس")، أصبحت لهذا المفهوم دلالة تتجاوز معنى الإدراك الباطني الفوري المباشر، إلا أن ديكارت لم يحدد دلالته بشكل صريح، و ظل يركز على بيان أهمية الوعي ودوره في حياة الإنسان.
الوعي باعتباره حجر الزاوية في بنية الشخص لدى ديكارت
يمثل الوعي في نظر ديكارت الصفة المميزة للإنسان، والعنصر الحاسم في تصوره لمفهوم الشخص، وتكمن وظيفته في كونه يمكننا من الإدراك الفوري للذات المفكرة.
يرى ديكارت بأن أكثر الأشياء وضوحا في هذا العالم هي الأفكار، وتنطوي تأملاته على مصادرة صريحة إلى هذا الحد أو ذاك مفادها أن هناك نوعا خاصا من النشاط المعرفي الذي يجعلنا على اتصال بتفكيرنا ويمكننا من التعرف عليه والإحاطة به والتحكم فيه، وبذلك تنكشف لنا طبيعة الفكر وطبيعة الذات المفكرة. وهذا مثال يوضح هذه الفكرة: يستطيع زيد أن يستوعب ويفهم عملية حسابية كعملية الجمع مثلا: 2+2=4 وهذه العملية الحسابية هي سلسلة من عمليات التفكير، وعندما نتأمل هذه السلسلة تنجلي طبيعة التفكير وطبيعة الذات المفكرة والموضوع المفكَّّر فيه، وهذه الأقانيم الثلاث هي مظاهر تجربتنا الذهنية. ولا يحتاج المرء إلى بذل أي مجهود لمعرفة أصل هذه التجربة المتمثل في الأنا المفكرة، أو الأنا الديكارتي، فهي تكشف عن نفسها بنفسها، ولا تستمد وجودها إلا من ذاتها باعتبارها ذاتا مفكرة، وهذه الذات مكتفية بذاتها، لا تحتاج في وجودها إلى شيء آخر. ولذلك لزم أن تكون السمة المميزة للشخصية هي الحرية. فالشخص الذي حصل له الوعي بذاته باعتباره ذاتا مفكرة، هو بالضرورة كائن حر.
وهكذا أصبح مفهوم الوعي عند ديكارت مرادفا لمفهوم الحرية..ذلك لأن الوعي يوجد في استقلال عن الجسد ولا يتأثر بالعامل البيولوجي ولا بعوامل المحيط الخارجي. ولكي تتضح الفكرة أكثر لابد من استعراض تصور ديكارت للإنسان، وهو ما يستلزم تسليط بعض الأضواء على المبادئ أو المصادرات الأساسية التي تقوم عليها فلسفته(*).
ذكرديكارت في رسالتين وجههما للملكة إليزابيتبتاريخ 21 مايو و 28 يونيو من عام 1643- واللتان يمكن اعتبارهما بمثابة ملخص مركزلنتائج "التأملات"- أن فلسفته الميتافيزيقية تقوم على ثلاثة مفاهيم أولية،تمثل في نظره المرتكزات الأساسية لكل معرفة إنسانية، وهي المفاهيم التيلدينا عن الروح، والجسد، والعلاقة بين الروح والجسد: يتعلق المفهوم الأول بتصورناللروح، ويشمل العقل والإدراك الحسي والإرادة ومختلف النوازع الانفعالية؛ ويتعلقالمفهوم الثاني بتصورنا للجسم، وهو مفهوم الامتداد الذي تُرَد إليه أشكال الأجساموهيئاتها وحركاتها؛ ويتعلق المفهوم الثالث بالعلاقة بين الروح والبدن، وهو مفهومالوحدة التي تتجلى من خلال قدرة الروح على تحريك البدن، وقدرة البدن على التأثير فيالروح وإثارة انفعالاتها.
يقوم تصور ديكارت للوجود بصفة عامة على ثنائية الروح والجسد: هناك، من جهة، عالم داخلي ذو طبيعة روحية ومن خصائصه التفكير وعدم الامتداد في المكان، ويشمل الأفكار والمعتقدات والانطباعات الحسية وكل التجارب الذاتية؛ وهناك، من جهة أخرى، عالم خارجي ذو طبيعة مادية، وما يميزه هو الامتداد وانتفاء القدرة على التفكير، ويشمل الأجسام الطبيعية والقوى الفيزيائية. وينطبق مبدأ ثنائية الوجود على الإنسان نفسه، وتتجلى من خلال ازدواجية الروح والبدن.
ميز ديكارت، إذن، بين الروح والجسد، ولكنه أقام بينهما علاقة، هي علاقة التفاعل المتبادل التي تجعل منهما وحدة أو كلية لا انفصام فيها، وهذه الوحدة هي ما يعبر عنه مفهوم الإنسان. ولكن، ما الذي يجعل هذه الوحدة ممكنة رغم الاختلاف الجوهري الموجود بين الروح والجسد ؟ يقدم لنا الدكتور Pedro V. Amaral من جامعة كاليفورنيا جوابا شافيا على هذا السؤال، يقول بالحرف الواحد:
"لم يكن ديكارت يتوفر على مثل ذلك البناء النظري الذي يقوم على نظرية الانسجام الأفلاطونية التي استعملها سواريز Suarez (الفيلسوف السكولائي الكبير) لدعم نظريته المتعلقة بوحدة الروح والجسد. وبالنتيجة فإنه كان على ديكارت أن يبتكر مفهوم "الوعي" consciousness” باعتباره العنصر الذي يقوم بالتنسيق بين نشاط العقل ونشاط الجسد(**).
ويعتبر الوعي بالذات، في نظر ديكارت، أكثر الأشياء وضوحا، فقد شك في وجود البدن وفي وجود العالم. وأما الشيء الوحيد الذي لا يطاله الشك فهو الوعي بالذات باعتبارها ذاتا مفكرة: فإذا كنت أشك، فإن معنى ذلك أني أفكر، وإذا كنت أفكر فإنني موجود؛ يمثل التفكير، إذن، قوام وجودي. هذه فكرة بديهية، وكذلك تعتبر الأفكار المتضمنة في الذات المفكرة أكثر الأشياء وضوحا على الإطلاق. ويمكن تعميم المبدأ الديكارتي على النحو التالي: إن ما يميز الإنسان هو وعيه بذاته، وهذا الوعي هو الذي يجعل منه كائنا متميزا، ويرقى به إلى مستوى الشخص الحر المستقل.

ياسين منتديات العلوم الرياضية

مفهوم الشخص في فلسفة جون لوك



كيف تتحدد هوية الكائن بصفة عامة والهوية الشخصية بصفة خاصة ؟
في كتابه "مقالة في العقل البشري" خصص جون لوك فصلا كاملا لمسألة الهوية الشخصية تحت عنوان "حول الهوية والتنوع". انصب اهتمامه في هذا الفصل على تحديد مفهوم الهوية الشخصية ومفهوم الشخص في ضوء تصوره العام للهوية. واستهل عرضه بالتمييز بين مختلف تحديدات الهوية ومقوماتها بالنظر إلى مختلف أنواع الكائنات الحية وغير الحية، فميز بين هوية الذرة، وهوية الكتلة المؤلفة من الذرات، وهوية الكائن الحي: فكل ذرة تكون هي نفسها في اللحظة الراهنة، وتظل هي هي عبر مرور الزمن. ومن ثمة، لا تطرح هوية الذرة أي إشكال. أما كتل الذرات فإن هوية كل كتلة أو تفردها يتحدد بمكوناتها بصرف النظر عن طريقة تنظيمها. وعلى خلاف ذلك، تتحدد هوية كل كائن حي بناء على تنظيمه الوظيفي. ويتجلى هذا التنظيم بالملموس في كل لحظة من خلال مجموعة من الذرات، ويظل على حاله يؤدي نفس الوظائف مهما تعرضت مكوناته الذرية للتغير؛ وتأتي وظيفة الحفاظ على نفس الحياة واستمرارها في مقدمة تلك الوظائف. وهكذا، فإن ما يحدد هوية الكائن الحي هو تنظيمه الوظيفي وشكل الحياة المرتبط به سواء أكان شجر سنديان أو حصان.
ويرى جون لوك بأن الإنسان حيوان ذو هيئة خاصة مثلما لكل نوع من أنواع الحيوانات هيأته الخاصة. ولكنه لم يرتح لهذا التعريف، وراح يبحث عن تعريف أكثر تلاؤما مع طبيعة الإنسان، وقاده البحث والتقصي إلى التمييز بين مفهوم "الإنسان" ومفهوم "الشخص" من خلال إجراء العديد من التجارب النظرية التي كان الهدف منها هو استبعاد التعريفات غير الملائمة؛ وإليك بعض الأمثلة من هذه التجارب النظرية أو الافتراضية:
لنفترض أن بعضهم قال إن ما يميز الإنسان هو امتلاكه للروح، وأن وجود الروح هو ما يفسر ثبات هوية الفرد من الطفولة إلى الشيخوخة، وتجعله يبقى هو هو في كل مرحلة من مراحل العمر. ولنفترض أنهم يؤمنون بمذهب التناسخ أو التقمص أو التجسد الجديد للروح، فإن تعريفهم يقتضي أن تكون الروح التي سكنت مختلف الأجسام هي نفس الإنسان سواء كان طفلا أو شيخا عجوزا. وإذا كان مذهب التناسخ يقر أيضا بإمكانية انتقال روح الإنسان إلى جسم حيوان كالحمار مثلا، وإذا علمنا أن روح الإنسان تسكن حمارا من حميرنا، فهل يلزم عن ذلك أن ننظر إلى ذلك الحمار على أنه إنسان؟. وفي تجربة أخرى قارن لوك بين ببغاء بتكلم لغة عقلانية وكائن له هيئة إنسان لكنه لا يمتلك القدرة على إنتاج خطاب عقلاني. واستنتج من ذلك أن الخطاب العقلاني ليس الشرط الضروري ولا الشرط الكافي الذي يجعل من الكائن إنسانا، واستبعد أن يكون ذلك الببغاء إنسانا، وأما الكائن ذو الهيئة البشرية الذي يفتقر إلى القدرة على إنتاج خطاب عقلاني فهو إنسان بحكم هيئته. وهكذا، فإذا كان الإنسان حيوانا ذو هيئة خاصة، فما هو الشخص ؟ يقدم النص التالي جواب جون لوك عن هذا السؤال، وهو مقتبس من كتابه An Essay Concerning Human Understanding"مقالة في العقل البشري" (الفقرة 26 من الفصل السابع والعشرين) :
"إن [لفظ] شخص، حسب فهمي له، اسم يطلق على الإنية. فحيثما عثر امرؤ على ما يسميه إنيته، هنالك، على ما أظن، سيقول آخر إنه نفس الشخص. إنه لفظ قانوني، إليه تنسب الأفعال وحسناتها؛ ولا ينسحب بالتالي إلا على كل فاعل عاقل يتمتع بالأهلية القانونية والقدرة على الشعور بالسعادة والتعاسة. إن هذه الشخصية تمتد لتعود بنفسها إلى ما وراء الوجود الراهن، إلى الماضي، بواسطة الوعي وحده، إذ به تصبح معنية ومسئولة، تعترف بما قامت به من أفعال في الماضي وتنسبها إلى نفسها تماما مثلما تتعامل مع أفعالها في الحاضر بناء على نفس الأسس ولنفس الاعتبارات. يرجع الأصل في كل هذه الأفعال إلى الانشغال بالسعادة الذي ينشأ بالضرورة عن الوعي بحيث لا يمكن تفاديه؛ ذلك لأن من يكون على وعي باللذة والألم، سيرغب في أن تكون الذات الواعية سعيدة. وبالتالي، إذا كان من غير الممكن للذات في الزمن الحاضر أن تتقبل أفعال الماضي وتتملكها بواسطة الوعي، فلن تنشغل بها، كما لو أنها لم تنجز شيئا منها. أما وأن تحصل على المتعة أو الألم، أي على المكافأة أو العقاب، جراء تلك الأفعال، فالأمران سيان، ولا فرق بين ذلك وبين أن تكون قد تعرضت لما جعل منها كائنا سعيدا أو شقيا في وجودها الأول [في الماضي]، فلا سيئات هناك على الإطلاق.لأنه إذا افترضنا رجلا يتعرض الآن للعقاب على ما اقترفه في حياة أخرى وجد فيها من غير أن يكون له شيء من الوعي بتاتا، فأي فرق سيكون بين ذلك العقاب وبين كونه خلق بائسا تعسا ؟ ولهذا، وفي انسجام مع ما سبق ذكره، أخبرنا أحد أتباع الرسول أنه في يوم البعث والنشور، عندما "ينال كل امرئ جزاءه على أفعاله، تفتح أسرار القلوب وتنشر بعناية". إن ما سيبرر حكم العقاب هو الوعي الذي سيكون لدى جميع الأشخاص بكونهم نفس الأشخاص الذين قاموا بتلك الأفعال التي استوجبت عقابهم، وذلك مهما كانت الأجسام التي سيبعثون بها، ومهما كانت طبيعة المادة التي يسكنها ذلك الوعي".
إن الشخص، حسب تعريف جون لوك، كائن عاقل مفكر، ويكون على وعي بأنه هو نفسه ذلك الكائن العاقل حيث ما كان وفي أي زمان كان، يعي بأنه هو نفس الشخص الذي قام بفعل معين، ويظل ذلك الفعل لاصقا بهويته ووعيه مهما تغيرت الظروف وتعاقبت الأزمان. إن ما يحدد الهوية الشخصية إذن هو الوعي، فبواسطته تنسب الأفعال إلى الفاعل، وبه تثبت مسؤوليته عليها، وهو الذي يبرر الثواب أو العقاب. ولهذه الاعتبارات جعل جون لوك من مفهوم الشخص أحد المفاهيم القانونية الأساسية، ونظر إلى بعده الجوهري المتمثل في الوعي باعتباره المبدأ الأول الذي تقوم علية الأهلية القانونية والعدالة.
وأما الجسد فإنه لا يؤثر بأي شكل من الأشكال في الهوية الشخصية. لقد فصل جون لوك بين الوعي والجسد حين افترض، في إطار الجدل اللاهوتي-الفلسفي حول مسالة بعث الأجسام الذي كان على أشده في زمانه، إمكانية أن يبعث الإنسان في هيئة غير الهيئة التي كان عليها في الحياة الدنيا، وفي حال ظهر في هيئة جديدة فإنه لابد أن يتحمل مسؤوليته عن أفعاله إذا كان على وعي بأن الشخص الذي يقف أمام المحكمة في العالم الأخروي هو نفس الشخص الذي اقترف الذنوب التي تنسب إليه عندما كان في العالم الدنيوي. هذا هو الحل الذي اقترحه لوك للمعضلة اللاهوتية المتمثلة فيما لو بُعث الإنسان في جسم غير جسمه؛ وكان بعض المفكرين آنذاك قد طرح معضلة من التهمة أحد أكلة اللحوم البشرية، واشتركا في جسم واحد، وسيكون من المستحيل حينئذ أن يبعث شخصان في جسم واحد.
ولحل هذه المعضلة قام لوك بتجربة من تجاربه النظرية، حيث افترض جدلا أن أميرا من الأمراء انتقلت روحه إلى جسد إسكافي وسكنته بأفكارها ومشاعرها وهواجسها الأميرية. وأما روح الإسكافي فكانت قد غادرت جسده. والنتيجة هي أن الأمير سينظر إلى نفسه دائما على أنه أمير مهما كان الجسد الذي استقرت فيه روحه في النهاية، وسواء أكان حسد إسكافي أو جسد حمار. ومعنى ذلك أن الشخص الذي حصل له الوعي بذاته سيظل هو هو مهما تغير الجسم، وسيظل مسئولا عن أفعاله يوم القيامة إن بعث على هيئة غير هيئته الأصلية شريطة أن يكون على وعي بذاته. فالوعي هو أساس المسئولية والشرط الضروري لثبوت الأهلية القانونية والعدالة ومبدأ الثواب والعقاب. إن التمييز بين الإنسان باعتباره كائنا حيا والشخص باعتباره ذاتا مفكرة وتعي بأنها ذات مفكرة هو أساس الحل الذي اقترحه لوك لمسألة تغير الأجسام وثبات الهوية الشخصية ومتر تباتها على المستوى القانوني واللاهوتي.
وخلاصة القول أن انشغال جون لوك بمسألة العدالة هو الذي ساقه إلى صياغة مفهومه للشخص الذي صنفه في قائمة المفاهيم القانونية. ومن هنا يستمد تصوره للشخص قوته وراهنيته. فإذا كان الشخص كائنا عاقلا يعي باستمرار بأنه هو نفس الذات المفكرة في أمكنة وأزمنة مختلفة، فإن هذا الكائن وحده هو الذي يُفَعِّلُ القانون ويجعله قابلا للتطبيق. لأنه عندما يقوم بفعل ما يكون على وعي بأنه سيظل هو نفس الشخص الذي سيجازى أو يعاقب عنه في المستقبل. فإن تعرض للعقاب، يعود بذاكرته إلى الماضي فيدرك أنه هو نفس الشخص الذي اقترف ذلك الفعل في الماضي؛ وهذا الوعي ضروري لقيام العدالة، وبدونه لا يكون للقانون معنى.

أحمد أغبال

الوضعيات الاختبارية الخاصة بالامتحان الوطني

يمتحن التلاميذ ، في نهاية سلك البكالوريا ، جميع الشعب والمسالك، من خلال اختيار الكتابة الإنشائية في إحدى الوضعيات الاختبارية الثلاث : نص للتحليل والمناقشة أو سؤال إشكالي مفتوح أو قولة مرفقة بسؤال . علما بأن هذه الصيغ هي نفسها المقترحة في فروض المراقبة المستمرة بسلك البكالوريا . وفيما يلي مواصفات الصيغ الثلاث المطروحة:
ملحوظة:
لتحميل نص المذكرة الوزارية المؤطرة لأمتحانات الباكالوريا في مادة الفلسفة اضغط على الرابط التالي:

http://aklam.awardspace.com/up1/download.php?file=9052bac.do
1.1. نص للتحليل والمناقشة
مواصفات النص:
أن يكون فلسفيا أو ذي طابع فلسفي، يتضمن إشكالية فلسفية أو فكرة فلسفية أو موقفا فلسفيا اتجاه إشكالية أو فكرة. يتصف بالوحدة والتماسك ويكون مرتبطا بمواضيع البرنامج المقرر، يحيل على مفهوم فلسفي واحد أو أكثر، كما قد يحيل جزئيا أو كليا على مجزوءة واحدة أو أكثر، و أن يتراوح حجمه بين 10 و 15 سطرا.



الفهم
- تحديد موضوع النص؛
- تحديد الإشكال المطروح؛
- تحديد فكرة النص أو أطروحته. النقطة ( 04)

التحليل - إعادة صياغة الإشكال من خلال أسئلته الأساسية؛
- شرح الأطروحة في علاقتها بمفاهيم النص؛
- إبراز الحجج و دورها في النص. النقطة (05)
المناقشة - مناقشة أهمية الأطروحة من حيث قيمتها وحدودها
- طرح إمكانيات أخرى تفتح أفق التفكير في الإشكال الذي يثيره النص. النقطة (05)

التركيب - استخلاص نتائج التحليل و المناقشة؛
- إبراز المجهود الشخصي للتلميذ. النقطة (03)

الجوانب الشكلية - اللغة والأسلوب ووضوح الخط.. النقطة (03)

2.1. سـؤال إشكالي مفتوح
مواصفات السؤال الإشكالي المفتوح:
إن التعبير عن السؤال الإشكالي المفتوح لا يتخذ صيغة نمطية واحدة، وينبغي أن يتصف السؤال الإشكالي بالوضوح والدقة، وأن يحيل على مجال إشكالي لمفهوم واحد أو أكثر، كما يمكن أن يحيل على المجال الإشكالي لمجزوءة واحدة أو أكثر.

القدرات والمهارات المؤشرات سلم التنقيط
الفهم - إدراك موضوع السؤال وترابطاته؛
- إبراز عناصر الإشكال. النقطة ( 04)

التحليل - إعادة صياغة الإشكال وتحليل أسئلته الأساسية؛
- توظيف المعرفة الفلسفية الملائمة لمعالجة الإشكال؛
- البناء الحجاجي والمنطقي للمضامين الفلسفية. النقطة (05)
المناقشة - مناقشة الأطروحة المتضمنة احتمالا في الموضوع؛
- طرح إمكانيات أخرى تفتح أفق التفكير في الإشكال.. النقطة (05)

التركيب - استخلاص نتائج التحليل و المناقشة؛
- إبراز المجهود الشخصي للتلميذ. النقطة (03)

الجوانب الشكلية - اللغة والأسلوب ووضوح الخط. النقطة (03)

3.1. قولة مرفقة بسؤال أو مطلب
مواصفات القولة:
تتميز القولة بالتركيز و الكثافة وقصر الحجم، وتكون مرتبطة بمواضيع البرنامج المقرر، وتحيل على مفهوم فلسفي واحد أو أكثر من مفاهيم المجزوءة، كما يمكن أن تحيل على مجزوءة واحدة أو أكثر.

مواصفات السؤال أو المطلب :
تذيل القولة بسؤال إشكالي أو مطلب مزدوج يحيل في مستواه الأول على مضمون القولة، وفي مستواه الثاني على قيمتها أو أبعادها.

القدرات والمهارات المؤشرات سلم التنقيط
الفهم - تحديد موضوع القولة؛
- إبراز الإشكال المطروح، الصريح أو الضمني؛
- إدراك مجال السؤال المرفق بالقولة : حدوده وترابطاته . النقطة ( 04)

التحليل - استخراج الأطروحة التي تتضمنها القولة وتفسيرها ؛
- الوقوف عند الحجاج الذي تفترضه والذي يمكن توظيفه لبنائها؛
- توظيف المعرفة الملائمة لمعالجة الإشكال المطروح . النقطة (05)
المناقشة - مناقشة الأطروحة ومقارنتها بأطروحات أخرى، في ضوء السؤال المطروح.
- طرح إمكانيات أخرى تفتح أفق التفكير في القولة... النقطة (05)

التركيب - استخلاص نتائج التحليل و المناقشة ؛
- إبراز المجهود الشخصي للتلميذ. النقطة (03)

الجوانب الشكلية - اللغة والأسلوب ووضوح الخط. النقطة (03)

2. التمييز بين الشعب والمسالك بحسب درجة الصعوبة
تبنى مواضيع الامتحانات وفق مطالب الصيغ الاختيارية الثلاث المقررة، وتعتمد المؤشرات الآتية للتمييز في درجة الصعوبة بين مختلف شعب ومسالك البكالوريا

1.2. مسالك الشعب: العلمية، الاقتصاد والتدبير، العلوم والتكنولوجيا، الفنون التطبيقية والتعليم الأصيل.
الصعوبة المؤشرات
تحديد مجال الموضوع

يتكون من مفهوم محوري أو من مفهومين (من مجزوءة واحدة أو أكثر).
اختيار النص


- اعتماد نص فلسفي أو إبستمولوجي أو نص شارح (وسيط ) واضح وبسيط؛
- حضور المفهوم أوالمفهومين المستهدفين بشكل صريح.
صياغة السؤال الإشكالي المفتوح
- سؤال يصرح بالمفهوم أو المفهومين المستهدفين؛
- سؤال إشكالي مفتوح.
اختيار القولة وصياغة السؤال أو المطلب


- اختيار قولة تفصح عن المفهوم أو المفهومين المستهدفين؛
- اعتماد الصيغة الآتية أو ما يماثلها كمطلب : اشرح القولة ثم بين قيمتها...

2.2 . مسلك الآداب
الصعوبة المؤشرات
تحديد مجال الموضوع يتكون من مفهوم محوري أو من مفهومين أو ثلاثة مفاهيم (من مجزوءة واحدة أو أكثر).
اختيار النص - اعتماد نص فلسفي أو إبستمولوجي أو شارح يطرح مشكلة محددة؛
- حضورالمفاهيم المستهدفة بشكل صريح أو ضمني.
صياغة السؤال الإشكالي المفتوح - سؤال يصرح أو يضمر المفاهيم المستهدفة؛
- سؤال إشكالي مفتوح.
اختيار القولة وصياغة المطلب أو السؤال - اختيار قولة تفصح أو تضمر المفاهيم المستهدفة ؛
- اعتماد سؤال مركب من مطلبين، من قبيل : أوضح مضمون القولة ثم بين أبعادها، أو سؤال إشكالي مفتوح.

3.2. مسلك العلوم الإنسانية
الصعوبة المؤشرات
تحديد مجال الموضوع يتكون من مفهوم محوري أو من مفهومين أو ثلاثة مفاهيم أوأكثر (من مجزوءة واحدة أو أكثر).
اختيار النص - اعتماد نص فلسفي أو إبستمولوجي يطرح مشكلة صريحة أو ضمنية؛
- حضورالمفاهيم المستهدفة بشكل صريح أو ضمني.
صياغة السؤال الإشكالي المفتوح - سؤال يصرح أو يضمر المفاهيم المستهدفة؛
- سؤال إشكالي مفتوح.
اختيار القولة وصياغة المطلب أو السؤال - اختيار قولة تفصح أو تضمر المفاهيم المستهدفة ؛
- تذيل القولة بسؤال إشكالي مفتوح.
نقلا عن المذكرة الوزارية159


نموذج إمتحان وطني مع عناصر الاجابة

السؤال:

هل يقود تطور العلوم إلى إنكار قيام حقيقة نهائية؟

* عناصر الإجابة وسلم التنقيط:

1- الفهم: (04 نقط)
يتعين على المترشح إدراك أن الموضوع يتأطر داخل مجال المعرفة، وضمن مفهوم الحقيقة كمفهوم مركزي في ارتباطه بمفهومي النظرية والتجربة، وأن يتساءل عن العلاقة بين تطور المعرفة العلمية وإنكار قيام حقيقة مطلقة.

2- التحليل: (05 نقط)
ينتظر من المترشح في تحليله الوقوف عند المفاهيم المحورية، التي تنتظم حولها الأطروحة المفترضة في السؤال، من خلال تناول العناصر الآتية:
- تطور العلوم يؤكد نسبية الحقيقة العلمية؛
- تحول المعرفة العلمية وقابليتها للتفنيد والمراجعة والتعديل؛
- الطابع الإشكالي للحقيقة العلمية ...
( يعتبر التحليل جيدا إذا كان شاملا للمفاهيم والقضايا المرتبطة بالموضوع )

3- المناقشة: (05 نقط)
يمكن للمترشح أن يناقش الأطروحة المتضمنة في السؤال، والتي تعتبر أن تطور العلوم يؤدي إلى نسبية الحقائق العلمية، في ضوء العناصر الآتية:
- طبيعة العقلانية العلمية؛
- معايير المعرفة العلمية؛
- معايير الحقيقة ...
( تعتبر المناقشة جيدة إذا كانت الإحالات والأقوال والأمثلة المعتمدة متنوعة وملائمة للسياق )

4- التركيب: (03 نقط)
يمكن للمترشح أن يخلص، من تحليله ومناقشته، إلى إبراز الطابع الإشكالي لعلاقة تطور العلوم بقيام حقيقة نهائية.

5- الجوانب الشكلية: (03 نقط)

* القولة:

" لا يصنع التاريخ بمعزل عن إرادة الإنسان، ومع ذلك، فإنه يصنع في جزء كبير منه، خارج هذه الإرادة وضدها."
اشرح مضمون القولة وبين حدود تدخل الإنسان في التاريخ

* عناصر الإجابة وسلم التنقيط:

1- الفهم: (05 نقط)
يتعين على المترشح أن يؤطر الموضوع داخل مجالي الوضع البشري والأخلاق، ضمن مفهوم التاريخ كمفهوم مركزي في ارتباطه بمفهوم الحرية، ويتساءل عن دور الإنسان في التاريخ.

2- التحليل: (05 نقط)
ينتظر من المترشح في تحليله الوقوف عند المفاهيم المحورية، التي تنتظم حولها أطروحة القولة وحجاجها المفترض، وذلك من خلال تناول العناصر الآتية:
- ارتباط التاريخ بإرادة الإنسان؛
- التاريخ يصنع في جزء منه بمعزل عن إرادة الإنسان؛
- التاريخ يسير أحيانا ضد إرادة الإنسان ...
( يعتبر التحليل جيدا إذا كان شاملا للمفاهيم والقضايا المرتبطة بالموضوع )

3- المناقشة: (05 نقط)
يمكن للمترشح أن يناقش الأطروحة المتضمنة في القولة، والتي تؤكد محدودية دور الإنسان في صنع التاريخ، في ضوء العناصر الآتية:
- منطق التاريخ؛
- دور الإنسان بوصفه فاعلا (شخصا) في التاريخ ...
( تعتبر المناقشة جيدة إذا كانت الإحالات والأقوال والأمثلة المعتمدة متنوعة وملائمة للسياق)

4- التركيب: (03 نقط)
يمكن للمترشح أن يخلص، من تحليله ومناقشته، إلى إبراز الطابع الإشكالي لعلاقة الإرادة الإنسانية بالتاريخ.

5- الجوانب الشكلية: (03 نقط)

* القولة لإمانويل مونيي

* النص:

" إحدى الميزات الأساسية لكل حضارة هي الطريقة التي تدرك بها العدوانية وتنظمها. هذا الإدراك يرسخ في ذهن كل فرد من أفراد المجتمع منذ الصغر. فالتربية، كل تربية، تعمل على توجيه العدوانية. فكل تربية تعلم كيف ومتى يجب أن نكبح جماح العدوانية، أو على العكس، كيف ومتى نسمح لها بالانفلات والهياج. فالمراتب الاجتماعية الظاهرة، التي ترافق كل حياة اجتماعية، تستوجب أيضا وتبعا للمرتبة، مقياسا للعدوانية.
لذا، فإن دور الدولة الرئيسي يقوم على منع القيام بأعمال العنف من قبل الأفراد، أو في أقل تقدير على تقييد هذا العنف والاستئثار به لاستخدامه. فالحق الأعلى للسلطة يقوم على توجيه العدوانية الجماعية. ومعيار الدولة السيدة هو سلطتها في كل حين، في إطلاق جماح العنف المنظم، وفي مهاجمة من تشاء وحين تشاء."
حلل النص وناقشه

* عناصر الإجابة وسلم التنقيط:

1- الفهم: (04 نقط)
يتعين على المترشح إدراك أن الموضوع يتأطر داخل مجال السياسة، ضمن مفهوم العنف كمفهوم مركزي في ارتباطه بمفهومي الدولة والحق، وأن يتساءل عن دور العنف في الحضارة الإنسانية وكيفية تدبيره من طرف الدولة.

2- التحليل: (05 نقط)
ينتظر من المترشح في تحليله الوقوف عند المفاهيم المحورية والأفكار التي تنتظم حولها أطروحة النص وحجاجه، وذلك من خلال تناول العناصر الآتية:
- العدوانية بوصفها شكلا للعنف؛
- تدبير المجتمع (الحضارة) للعدوانية بوصفها شكلا من أشكال العنف بواسطة التربية؛
- احتكار الدولة للعنف...
( يعتبر التحليل جيدا إذا كان شاملا للمفاهيم والقضايا المرتبطة بالموضوع )

3- المناقشة: (05 نقط)
يمكن للمترشح أن يناقش أطروحة النص التي تعتبر أن تدبير العنف وتنظيمه من اختصاص الدولة، في ضوء العناصر الآتية:
- دور العنف في التاريخ؛
- الدولة بين الحق والعنف؛
- العنف والمشروعية...
( تعتبر المناقشة جيدة إذا كانت الإحالات والأقوال والأمثلة المعتمدة متنوعة وملائمة للسياق )

4- التركيب: (03 نقط)
يمكن للمترشح أن يخلص، من تحليله ومناقشته، إلى إبراز الطابع المعقد والمفارق لعلاقة الدولة بالعنف، وحق ممارسته واحتكاره، وأثر ذلك على مشروعية الدولة واستمراريتها.

5- الجوانب الشكلية: (03 نقط)

تمنياتى للجميع التوفيق والنجاح

نموذج تحليل نص (الذات المفكرة ) لديكارت

تمهيد

شكل التساؤل حول الإنسان أساس التفكير الفلسفي، الذي حاول البحث عن حقيقة الإنسان وماهية وجوده والمحددات التي تحكم وضعه ككائن بشري. و من الموضوعات التي اهتم بها الفلاسفة والمفكرون موضوع الشخص والعوامل التي تحدد هويته. وفي هدا الإطار يأتي النص الذي بين أيدينا ، محاولا توضيح علاقة هوية الشخص بالجانب الفكري كأحد مميزات الذات الإنساني ، و ذلك من خلال طرح مجموعة من التساؤلات أهمها:

من أنا ؟ وما الذي يحدد هويتي ؟ وهل يمكن اعتبار الفكر خاصية مميزة للإنسان يستطيع من خلالها تحديد هويته؟ ألا يلعب الواقع و تجارب الحياة الانسانية دورا في بناء هوية الشخص؟

العرض

يعتبر ديكارت أن أساس هوية الشخص العقل والتفكير باعتبارهما الخاصية المميزة للانسان. ولتبرير أطروحته اعتمد صاحب النص منهجا حجاجيا يقوم على التفسير والتعريف والتمييز مع استعماله السؤال كآلية لتوليد الأفكار . و هكذا انطلق من طرح تساؤل حول مفهوم الأنا ، ثم انتقل إلى الإجابة عن السؤال معتبرا أن الأنا ذات مفكرة ، بعد دلك حاول تفسير خاصية التفكير لدى الإنسان معتبرا أنها مجموعة من العمليات الذهنية التي تميز الإنسان وتجعله أكثر وضوحا ، لينتهي في الأخير إلى أن العقل والتفكير هما أساس معرفة الذات والوعي بخصوصياتهما .

ان أطروحة ديكارت تتأكد ، عندما نلاحظ ونتتبع خصوصيات الانسان ككائن بشري حيث يتضح أن العقل خاصية مميزة للإنسان باعتباره كائن عاقل ومفكر, فالإنسان بدون عقل لاوجود له وان وجد فهو لا يعي هدا الوجود ، ولهدا فالإنسان عندما يفقد نعمة العقل *المجنون مثلا * يفقد كل اتصال بالعالم الخارجي لكن هدا لا يعني أن العقل هو المحدد الوحيد لهوية الشخص ، ذلك أن الإنسان رغم أنه كائن عاقل فهو أيضا اجتماعي وثقافي يخضع لمؤثرات خارجية كما أنه يتميز بخصوصيات نفسية وروحية إن الإنسان ذات مركبة. في هدا السياق يرفض جون لوك أن العقل هو المحدد الوحيد لهوية الإنسان كما ذهب إلى ذلك ديكارت *بل هو صفحة بيضاء لا وجود فيها لأفكار ومبادئ فطرية ، لأن الانطباعات الحسية التي تنقل إلى الذات معطيات الواقع الخارجي عن طريق التجربة والحواس هي ما يشكل الهوية الحقيقية لذات الإنسان بالإضافة إلى خبرات وتجارب الفرد الماضية*. كما أن مونيي يعتبر أن الشخص ليس مجرد موضوع مثل باقي الأشياء الأخرى إن الشخص هو الوحيد الذي لا نستطيع التعرف عليه وتحديد هويته إلا إذا استطعنا الخوض في أعماقه الداخلية ، انه يملك روحا متميزة تجعل منه كائنا متفردا و متميزا .

خاتمة

هكذا نستنج أن العقل يلعب دورا أساسي في تحديد هوية الشخص, لكن هدا العقل ليس ملكة فطرية منغلقة على ذاتها بل انه ينفتح على معطيات العالم الخارجي عبر التجربة والحواس ويتأثر بالخصوصيات النفسية والروحية والثقافية والاجتماعية. وبالتالي يمكننا القول أن هوية الشخص ذات طبيعية مركبة تتداخل في تحديدها عوامل مختلفة. لكن، إذا كانت العوامل المساهمة في تشكيل هوية الإنسان متعددة فان دلك يطرح علينا إشكالية مصدر قيمة الشخص . فهل الشخص يستمد قيمته مما هو عقلي أم مما هو اجتماعي أم مما هو روحي ؟

إعداد: الصديق قامة ( ثانية باك علوم إنسانية )




الامتحان الوطني التجريبي 09 ابريل 2009



----> عناصر الاجابة - قريبا -


أكتب في أحد المواضيع الثلاثة الآتية

مسلك العلوم الفيزيائية وعلوم الحياة والأرض


الموضوع الأول:

هل السلطة تحتاج إلى العنف أم المشروعية؟

الموضوع الثاني:

"لا يكون الشخص شخصا إلا بتوجهه نحو الغير، ولا يعرف ذاته إلا من خلال الغير، ولا وجود له إلا بالغير."
اشرح مضمون القولة وبين أبعادها

الموضوع الثالث:

"لم يعد العلماء يصرون على وجود ما يسمى "الحقيقة المطلقة"، وإنما يرضيهم أن نظرية معينة قد صمدت أمام كل محاولات التفنيد، وظلت قادرة على تفسير كل ما هو مفروض أن تفسره، ولقد ظل الاعتقاد سائدا لأكثر من قرن أن معادلات "نيوتن" هي الحقيقة المطلقة، ثم جاءت نظريات "إنشتاين" في النسبية لتكشف لنا عن خطأ معادلات "نيوتن" في حالات معينة.

وأقرب شيء إلى المنطق هو الاعتراف بأن معظم النظريات العلمية قد توافرت فيها المقومات التي تجعلنا نعتبرها حقائق مؤكدة، بينما اختلف نصيب نظريات أخرى من هذه المقومات، مما يجعلها موضع مفاضلة، فلو تساوى هذا القدر في نظريتين"متنافستين"، فالنظرية الأكثر نجاحا في حل المشاكل (وبخاصة الصعبة) هي التي نأخذ بصحتها، إلى أن تظهر أخرى أقوى منها."
حلل النص وناقشه

شعبة الآداب والعلوم الإنسانية: مسلك العلوم الإنسانيةومسلك الآداب

الموضوع الأول:

هل يمكن للعلوم الإنسانية أن تستغني عن نموذجية العلوم التجريبية؟

الموضوع الثاني:

" ليس التاريخ ما يصنعنا، وإنما ما نصنعه نحن جميعا."
في ضوء القولة، بأي معنى يصنع الإنسان التاريخ؟

الموضوع الثالث:

"إن السلطة لا تحتاج إلى أي تبرير، انطلاقا من كونها لا تقبل الانفصال عن وجود الجماعات السياسية، لكن ما تحتاج إليه السلطة إنما هو المشروعية(...). تنبثق السلطة في كل مكان يجتمع فيه الناس ويتصرفون على أساس الاتفاق فيما بينهم، لكنها سلطة تستنبط مشروعيتها انطلاقا من اللقاء الأول، أكثر مما تستنبطها من أي عمل قد يلي ذلك. إن المشروعية، حين تواجه تحديا، فإنها تبحث عن سند لها في الماضي (اللقاء الأول)، أما التبرير فإنه يرتبط بغائية تتصل مباشرة بالمستقبل. العنف قد يبرر، لكنه لن يحوز على المشروعية(...) إن أحدا لا ينازع في ضرورة استخدام العنف في حال الدفاع المشروع عن النفس حين لا يكون الخطر باديا فقط، بل حتميا كذلك. هنا تكون الغاية التي تبرر الوسيلة جلية."

حلل النص وناقشه

منهجية الكتابة الإنشائية الخاصة بالنص

تتكون الكتابة الإنشائية الفلسفية من ثلاث خطوات كبرى: مقدمة، عرض وخاتمة.

1- المقدمة:

تشتمل على:

أ‌- التمهيد:

ويجب أن يكون مناسبا لموضوع النص، ويتضمن تبريرات كافية لطرح الإشكال. وهو يعتمد عدة صيغ منها:

- الانطلاق من تعريف المفهوم الأساسي في النص.

- أو الانطلاق من التقابلات الموجودة في النص ( الحرية والإكراه، المطلق والنسبي، العقل والتجربة…الخ)

- أو الانطلاق من التأطير التاريخي لإشكالية النص؛ أي الإشارة إلى السياق التاريخي والثقافي الذي أثار اهتمام الفلاسفة بالإشكالية المطروحة في النص.

- أو الانطلاق من الواقع المعيش واليومي: حادثة، قصة، تجربة خاصة أو عامة…

- أو يمكن للتلميذ إبداع صيغ أخرى للتمهيد، المهم هو أن تكون مناسبة لموضوع النص وتقدم تبريرات كافية لصياغة أسئلة الطرح الإشكالي.

نؤكد هنا أنه يجب أن يكون هناك ربط قوي بين التمهيد والصياغة الإشكالية، وإلا لم يكن للتمهيد قيمة حقيقية. كما يجب أن يكون التمهيد مختصرا ولا يتضمن حديثا مفصلا عما هو موجود في النص أو يصرح بأطروحة النص؛ إذ أن محل ذلك هو لحظة التحليل وليس لحظة التمهيد.

ب‌-طرح الإشكال:

وهنا نصوغ التساؤلات التي تعبر عن الإشكال الذي يتضمنه النص من خلال صيغ استفهامية تنتهي بعلامات استفهام. وقد نطرح تساؤلين أو أكثر حسب طبيعة الإشكال الوارد في النص. كما يشترط في التساؤلات أن تكون مترابطة وبينها وحدة عضوية.

ويتم صياغة الإشكال انطلاقا من أطروحة النص والأفكار الأساسية المرتبطة بها في النص؛ إذ يتم طرح الأسئلة التي يفترض أن تلك الأطروحة إجابة عنها.

فإذا افترضنا مثلا أن أطروحة النص تقول بأن الشخص حر في بناء نفسه، فسيكون علينا التساؤل: هل الشخص حر في بناء نفسه أم أنه خاضع لإكراهات؟ وهل القول بأن الشخص حر في بناء نفسه يلغي خضوعه لأية إكراهات؟ وما هي هذه الأكراهات؟

أو يمكن اعتماد صيغ تعبيرية أخرى، المهم هو التعبير بدقة عن الإشكال الموجود في النص.

وينبغي أن نشير هنا أنه لا يجب على التلميذ طرح كل إشكالات الدرس؛ أي أنه لا يجب إسقاط إشكالات من الخارج على النص، بل يجب طرح فقط التساؤلات التي تعبر بدقة عن الإشكال المتضمن فيه.

2- العرض:

ويتضمن فقرتين أساسيتين: التحليل والمناقشة.

أ‌- التحليل:

ويتعلق الأمر هنا بتحليل النص والاشتغال عليه من خلال الجوانب التالية:

- تحديد أطروحة النص من خلال التعبير عن الجواب الذي يقدمه صاحب النص عن الإشكال المطروح في المقدمة.

- الاشتغال على فقرات النص وأفكاره الجزئية وتقديم التفاصيل المتعلقة بها. ويجب أن لا نهمل هنا أية عبارة في النص من أوله إلى آخره. كما يجب الانتباه إلى العلاقات الموجودة بين فقراته.

- الاشتغال على البنية المفاهيمية للنص من خلال تحديد دلالات المفاهيم الرئيسية الواردة فيه خصوصا تلك التي لها علاقة قوية بالأطروحة. كما يجب تحديد العلاقات التي يقيمها النص بين مختلف تلك المفاهيم.

- الاشتغال على البنية الحجاجية للنص عن طريق استخراج الأساليب الحجاجية المستعملة في النص ( مثال، مقارنة، تشبيه، استفسار، دحض، استشهاد …)، والعمل على التعبير عن مضامينها ووظيفتها في النص؛ أي ربطها بالأفكار التي تسعى إلى إثباتها أو نفيها.

- لا بد من أن يعمل التلميذ في لحظة التحليل هاته على توظيف بعض مكتسباته المعرفية وتقديم بعض الأمثلة من تجاربه في الحياة، من أجل إغناء النص وتوضيح بعض الأفكار التي اكتفى النص بمجرد الإشارة أو التلميح لها.

وينبغي الإشارة هنا أنه لا تخضع هذه الخطوات، أثناء التحليل، لترتيب جاهز وقار، كما أنها لا تقدم منفصلة عن بعضها البعض، بل هي متداخلة ويمكن التعبير عنها فدعة واحدة. فمثلا يمكن تقديم أفكار النص من خلال عرض مفاهيمه أو أساليبه الحجاجية، فنقول مثلا:

لقد اعتمد صاحب النص على أسلوب المقارنة بين الإنسان والحيوان لكي يؤكد على فكرة رئيسية، وهي أن الإنسان يتمتع بالكرامة ويعتبر غاية في ذاته في حين يعتبر الحيوان مجرد وسيلة …

فنحن نلاحظ أننا جمعنا هنا بين التعبير عن أسلوب حجاجي وارد في النص وتقديم الفكرة التي استخدم هذا الأسلوب الحجاجي للدفاع عنها.

ويمكن قول نفس الشيء بالنسبة لعلاقة المفاهيم بالأفكار الواردة في النص؛ إذ يمكن تقديمهما دفعة واحدة. ويمكن تقديم المثال التالي:

يعرف النص الدولة باعتبارها تجمعا سياسيا… ويربط بينها وبين مفهوم العنف الذي هو استخدام القوة بشكل قانوني ومن أجل تحقيق المصلحة العامة للأفراد. والغرض من هذا الربط بين المفهومين هو التأكيد على فكرة حق الدولة في احتكار العنف المشروع.

والأمثلة في هذا الباب كثيرة لا حصر لها…

وحينما ننتهي من تحليل النص ونستخرج أطروحته الرئيسية، يتعين علينا التساؤل حول هذه الأطروحة عن طريق إبراز حدودها وفتح المجال لإمكانية نقدها.

وهذا ما سيجعلنا ننتقل إلى المناقشة عن طريق نوع من الربط المتدرج والمتسلسل.

ب‌-المناقشة:

ونميز هنا بين نوعين من المناقشة: داخيلة وخارجية.

· المناقشة الداخلية: وفيه يتعين على التلميذ إبراز موقفه من مدى قوة أو ضعف، تماسك أو عدم تماسك أفكار النص وحججه. فيتم الإشارة إلى الجوانب التي أغفلها النص أو الثغرات التي قد تكون موجودة في الأفكار المتضمنة فيه.

· المناقشة الخارجية: وفيها نستدعي مواقف فلسفية تقدم أطروحات بصدد نفس الإشكال الذي عالجه النص، وقد تكون هذه الأطروحات مؤيدة للنص أو معارضة له.

ويجب الإشارة هنا أنه يجب أن لا نستدعي من أفكار الفلاسفة إلا ما يخدم مناقشتنا لما هو موجود في النص؛ إذ لا يجب تقديم المواقف الفلسفية كما هي واردة في الملخص حرفيا بل يجب محورتها وتكييفها مع ما هو وارد في النص.

هكذا إذن يجب إدخال المواقف الفلسفية في حوار مباشر مع النص من جهة، كما يجب خلق حوار حقيقي وفعلي بينها من جهة أخرى.

3- الخاتمة:

وهي تتضمن خلاصة تركيبية وسؤالا مفتوحا.

أ‌- الخلاصة:

هي تعبير عن النتائج التي انتهينا إليها من خلال التحليل والمناقشة. ويمكن فيها التوفيق بين المواقف المختلفة إذا كان بينها تكامل، أو الجمع بينها ضمن موقف تركيبي يتجاوزها جميعا، أو ترجيح كفة موقف ما إذا بدا أكثر إقناعا للتلميذ. وهذا يرتبط بالموقف الذي تبناه التلميذ منذ لحظة المناقشة الداخلية.

ويمكن استخدام الصيغ التالية للتعبير عن الخاتمة:

· هكذا يتبين أن إشكالية … تتأرجح بين … وبين … بحيث تبدو من جهة … ومن جهة أخرى …

· هكذا يبدو أن إشكالية … متعددة الأبعاد، بحيث يمكن تحديدها من عدة زوايا وأبعاد ولا يمكن اختزالها في بعد واحد منها.

· إذا كان الموقف … يرى بأن … فإن التحليل العميق يؤكد بأن …

كما يمكن اعتماد صيغ أخرى، المهم هو أن تعكس الخلاصة بصدق النتائج المنطقية التي سبق أن تم تبريرها وتوضيحها في التحليل والمناقشة.

هكذا يجب تجنب الخلاصات الجاهزة وكذلك المقدمات الجاهزة، لأن هذا لا يتناسب مع طبيعة التفكير الفلسفي كفكر إبداعي؛ فالمقدمة يشترط فيها أن تكون متناسبة مع طبيعة الموضوع الاختباري الذي لا يمكن توقعه مسبقا، في حين يشترط أيضا في الخلاصة أن تكون مرتبطة بما يتم تقديمه في التحليل والمناقشة، وهذا مما لا يمكن توقعه بشكل مسبق أيضا.

ب‌- السؤال المفتوح:

وهو عبارة عن تساؤل أو تساؤلات نطرحها دون أن نجيب عنها، ووظيفتها هو نقد الخلاصة المرتبطة بالموضوع وتبيان حدودها أو فتحها على آفاق أخرى أرحب، أو إثارة بعض الإشكالات المرتبطة بالإشكال الذي تمت معالجته في الموضوع.


من موقع الأستاذ محمد الشبة

كتب وموسوعات فلسفية

معجم لالاند الفلسفي

إن وظيفة هذا المعجم الموسوعي في الفلسفة، تتحدد بحاجة الدارسين إليه، وبقدرة الفلاسفة على إحيائه جيلاً بعد جيل، شيمة أي عمل لا يستمر إلا بالعمل عليه، أي بالإضافة والتصويب والتحديث مع كل طبعة

إن هذا المعجم يخاطب الطلاب الجامعيين، خصوصاً بتحليله اللغة الفلسفية الذي يشكل جانبه الثابت، كما يخاطب الدارسين والباحثين في الفلسفة وعلومها، من خلال الجانب المتحول أو المتطور، جانب النقد والتعليق والمقارنة والمقابسة.

يبقى أن نشير إلى أن الهدف الرئيس من وضع هذا المعجم الموسوعي، المقرر في جلسة الجمعية الفلسفية الفرنسية، يوم 23/5/1901، كان التوفيق بين الفلاسفة -قدر الإمكان- بخصوص ما يعنون بالكلمات، لا سيما كلمات الفلاسفة المحترفين.

كما ويهدف للكشف عن الوجود الطبيعي للمطابقات القائمة، بانتظام، بين الكلمات والأشياء، وبما أن لكل كلمة عدة معان واستعمالات، فإنها مع ذلك تملك دوماً، على الأقل، معنى مركزياً، نوعياً، لا تكون المعاني الأخرى سوى وجه من وجوه تطبيقه، تملك معنى مميزاً، يتعين على النقد الفلسفي اكتشافه.

لتحميل المعجم -----> معجم لالاند الفلسفي



المعجم الفلسفي "جميل صليبا
أذكر على الخصوص المعجم الفلسفي لجميل صليبا الذي أنصح به كل المهتمين والمشتغلين بالفلسفة وبالخصوص مدرسي الفلسفة
يتميز الكتاب بتعاريفه الموجزة المصاغة في عبارات فلسفية دقيقة
ورغم أن صليبا يصرح أنه قد اعتمد في صياغة معجمه على المعجم الشهير لــ لالاند، إلا أنه ينفتح من حين لآخر على المتن الفلسفي العربي الإسلامي أثناء تناوله لبعض الدلالات الفلسفية للمفاهيم المتناولة، مما يجعل تعاريفه غنية ومتوازنة، مستفيدا مرة أخرى من الدقة التي ميزت العبارة الفلسفية عند الفلاسفة العرب و المسلمين قديما ( ـأنظر على سبيل المثال تعريفه لمفهوم الإمكان، ص 134 الجزء 1)

لتحميل المعجم :
الجزء الأول
الجزء الثاني

مقالات و دراسات

في طور الإنشاء

مراجع و نصوص

في طور الإنشاء

منهجية الكتابة الإنشائية الفلسفية الخاصة بالقولة

· يكون حجم القولة قصيرا ومكثفا، فهي غالبا ما تتكون من جملة أو جملتين. وتكون مرفقة بسؤال مطلبي يتخذ صيغا مثل:

- أوضح مضمون القولة وبين قيمتها.

- أو اشرح مضمون القولة وبين أبعادها.

- أو في ضوء القولة، بأي معنى … ؟

- انطلاقا من القولة، ما هي … ؟

أو ما شابه هذه الصيغ …

( وكإشارة فقد أخذت هذه الصيغ للأسئلة التي ترفق بالقولة من امتحانات وطنية بشكل حرفي )

· بعد قراءة القولة والسؤال المرفق بها، يكون علينا العمل على اكتشاف الإشكال الذي سنعالجه وذلك بالوقوف عند مطلب السؤال المرفق بالقولة والوقوف عند المفاهيم الأساسية المكونة لها وتحديد العلاقات الموجودة بينها، وذلك في أفق تحديد أطروحة القولة وتدعيمها بمعلومات لإغنائها وتوضيحها وكذا تقديم حجج مفترضة لتدعيمها.

· بعد هذا نفتح القولة على مجموعة من الأطروحات الفلسفية من أجل مناقشتها إما بتأييدها وتطويرها أو معارضتها وتبيان حدودها. ويجب أن تقدم الأطروحات بشكل متدرج ومتسلسل من جهة، وبشكل يجعلها تدخل في حوار مباشر وحقيقي مع ما تضمنته القولة من أفكار أو أطروحة عامة.

· في الأخير يكون علينا أن نقوم بعملية التركيب من خلال جمع شتات الموضوع وتسطير النتائج المتوصل إليها، والتي يجب أن تكون متناسبة ومنسجمة مع ما قيل في لحظتي التحليل والمناقشة. ثم بعد هذا نتساءل حول حدود هذه النتائج المتوصل إليها ونفتح الموضوع على آفاق أخرى جديدة لم تتم معالجتها فيه. ويتم ذلك بطرح سؤال أو أسئلة مفتوحة دون أن نجيب عنها حتى لا نكون مضطرين إلى كتابة موضوع مقالي جديدي.

هكذا يمكن تقديم الخطوات الأساسية لصيغة القولة المرفقة بسؤال كما يلي:

المقدمة:

وهي تتضمن:

أ‌- تمهيد مناسب لموضوع القولة ويمكننا من إعطاء تبريرات كافية لطرح الإشكال الذي يتم استخلاصه من القولة والسؤال المطلبي المرتبط بها. ويمكن أن يتخذ التمهيد عدة صيغ مثل:

· الانطلاق من السياق التاريخي (تاريخ الفلسفة بطبيعة الحال) الذي طرح فيه الإشكال.

· الانطلاق من التقابلات أو المفارقات التي قد تثيرها القولة او يتضمنها السؤال المرفق بها مثل: الضرورة/الحرية أو المطلق/النسبي ، الطبيعي/الثقافي …الخ.

· الانطلاق من واقعة اجتماعية أو سياسية أو دينية أو أدبية أو شخصية … تسمح بإثارة تساؤلات تعبر عن الإشكال الذي يتعين علينا معالجته في الموضوع.

· الانطلاق من تعريف المفهوم المركزي في القولة والذي تتأسس عليه أطروحتها. بشرط أن يسمح مضمون ذلك التعريف بإدخالنا في قلب الإشكال الذي نود معالجته في الموضوع.

· وبطبيعة الحال يمكن ابتكار أشكال أخرى للتمهيد، فقط يجب أن تتضمن القدر الكافي من المبررات والمسوغات التي تكون قادرة على إقناع القارئ (المصحح) بأهمية وضرورة طرح التساؤلات التي تشكل في تداخلها وترابطها الإشكالية التي يتضمنها الموضوع الذي نسعى لمعالجته.

ب‌- صياغة الإشكال من خلال طرح تساؤلات استفهامية ودقيقة تستخلص من القولة ومن السؤال المطلبي المرفق بها. ولهذا يجب التركيز جيدا على دلالات مفاهيم القولة والعلاقات الموجودة بينها لاستخلاص أطروحتها والانطلاق منها لصياغة الإشكال من جهة، كما يجب الانتباه جيدا إلى ما يطلبه منا السؤال المرفق بالقولة لكي تكون صياغتنا للأسئلة دقيقة من جهة أخرى.

العرض:

وهو يتضمن فقرتين متكاملتين: تحليل ومناقشة.

1- التحليل:

خلاله نقوم بالعمليات الرئيسية التالية:

- الاشتغال على مفاهيم القولة من خلال تحديد دلالاتها والعلاقات الموجودة بينها.

- تحديد الأطروحة المتضمنة في القولة وصياغتها صياغة دقيقة.

- تحديد الأفكار الأساسية المرتبطة بهذه الأطروحة إذا تضمنتها القولة، أما إذا لم تتضمنها فنعمل من جانبنا على توسيع أطروحة القولة وإغنائها بمعارف وأفكار فلسفية مناسبة.

- العمل على توضيح أطروحة القولة والأفكار المرتبطة بها من خلال معلومات وأمثلة مستخلصة من الرصيد المعرفي للتلميذ أو من واقعه المعيش.

- ربط أطروحة القولة بمذهب فلسفي أو نزعة فكرية معروفة إذا كان ذلك ممكنا.

بعد عملية التحليل واستخلاص أطروحة القولة نعمل على التساؤل حول حدودها، وذلك في أفق التمهيد للحظة المناقشة.

2- المناقشة:

ونميز فيها بين مناقشة داخلية وخارجية:

أ‌- المناقشة الداخلية:

وخلالها نقوم بإبراز مدى قوة أو ضعف أطروحة القولة والحجج المرتبطة بها. كما نبين الجوانب التي أغفلتها القولة ولم تنتبه إليها إذا بدا لنا وجود مثل هذا الإغفال بطبيعة الحال.

وفي جميع الأحوال فلحظة المناقشة الداخلية هي لحظة مهمة لكي يدلي التلميذ بدلوه في النقاش ويبرز تصوره الخاص للقضية التي طرحتها القولة وأجابت عنها.

هكذا يمكن للتلميذ، حسب قناعاته أن يبرز تأييده لما تضمنته القولة أو يبرز معارضته لها، على أساس أن يكون ذلك مشفوعا بأدلة وتبريرات كافية.

ب‌- المناقشة الخارجية:

بعد ذلك يتم الانتقال إلى المناقشة الخارجية التي يستحضر فيها التلميذ أطروحات فلسفية عالجت الإشكال المطروح للنقاش. وقد تكون تلك الأطروحات إما مؤيدة للأطروحة المتضمنة في القولة أو معارضة لها.

كما ينبغي استحضار أمثلة لفلاسفة يتبنون إما الأطروحة المؤيدة للقولة أو المعارضة لها من أجل إغناء الموضوع الإنشائي من الناحية المعرفية.

وتجذر الإشارة هنا أنه يجب إدخال المواقف الفلسفية في حوار مباشر وحقيقي مع ما تضمنته القولة من أفكار وأطروحة.

كما يتعين خلق حوار بين هؤلاء الفلاسفة أنفسهم والانتقال من موقف إلى آخر بشكل متدرج ومنطقي، وبحسب ما تقتضيه السيرورة التي خضعت لها المعالجة الفلسفية للموضوع.

كما يتوجب تعزيز أطروحات الفلاسفة بالحجج التي قدموها لتدعيمها من جهة، والتعبير عن أفكارهم باستخدام المفاهيم التي نحتوها لإنتاج أطروحاتهم من جهة أخرى.

الخاتمة:

وهي تتضمن خلاصة تركيبية وسؤال مفتوح.

أ‌- الخلاصة التركيبية:

فيها نحدد النتائج المتوصل إليها من المسار الذي قطعناه أثناء العرض. كما تعكس المجهود الشخصي للتلميذ من خلال تحديد الفكرة الأساسية التي توصل إليها بعد أن حلل القولة وناقشها.

ويمكن أن تعبر الخلاصة عن الطابع الشائك والمعقد للإشكالية المطروحة؛ بإبراز تكافئ أو تكامل الأطروحات التي تم تقديمها.

كما يمكن أن ننتهي فيها إلى الانتصار لأطروحة بعينها شرط أن نكون قد مهدنا لذلك في لحظة العرض.

كما يمكن أيضا الانتهاء إلى موقف تركيبي يجمع بين عناصر متعددة موجودة في كل الأطروحات التي تم عرضها.

ب‌- السؤال أو الأسئلة المفتوحة:

يستحسن في الكتابة الإنشائية الفلسفية أن تعبر عن روح التفكير الفلسفي الذي تكون فيه الأسئلة أهم من الأجوبة بحيث أن كل جواب يصبح بدوره سؤالا جديدا.

هكذا يكون علينا التساؤل حول النتائج المتوصل إليها في الموضوع، وإبراز ما تم إغفاله من جوانب وفتح آفاق التفكير في الموضوع على إمكانيات جديدة


من موقع الأستاذ محمد الشبة

للمراسلة

هذه مرحلة اولى تجريبية ، يسعدني استقبال اراءكم و ملاحظاتكم و اقتراحاتكم

الاميل (للإجابة على مراسلاتكم ):

الإسم :

نص الرسالة:

بعد ارسال الرسالة، سيتم توجيهكم تلقائيا إلى الصفحة الرئيسية